الكرفس نبات يتراوح ارتفاعه ما بين 40سم إلى متر واحد وهو ثنائي الحول أي لا يعمر أكثر من سنتين، ساقه منتصب، اسطواني، مقصب بشكل واضح، أجرد وأجوف، ساق الورقة على شكل مجداف ولون الورق اخضر داكن لماع، الأوراق السفلى لها سويقات، وهي مقسمة إلى 5قطع مسننة على الطرفين.. أما الأوراق العلوية فهي مقسمة إلى ثلاث قطع أقل اتساعاً.. الأزهار بيضاء، اللون صغيرة على شكل خيمات رخوة.. رائحة النبات قوية ومميزة وله طعم عطري.
يسمى الكرفس بالفرعونية "ماتت" ويسميه اليونانيون "النبات القمري".
الجزء المستعمل من نبات الكرفس: جميع أجزاء النبات بما في ذلك الجذور وزيت البذور.
يعرف الكرفس علمياً باسم Apium graveolens من الفصيلة الخيمية.
الموطن الأصلي للكرفس: الموطن الأصلي هي المنطقة المعتدلة من آسيا ثم انتقل إلى أوروبا ثم إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.
المكونات الكيميائية للكرفس: تحتوي ثمار الكرفس على زيت طيار وأهم محتويات هذا الزيت الليمونين ((+) - Lemonene)، وبيتاسيلين (Beta selinene)، وفثالايدز (Phthalides)، كما تحتوي الثمار على فلافونيدات من أهمها جرافيو بيوزايد أ، ب Giaveobisides A.B وابيين (Apiin) وايزوكويرسترين (isoquencitrin) كما تحتوي على فوروكومارنيتر (Furocoumanins) من أهمها بيرجابتين (Pergaptin) وايزو إيمبر اتورين (isoipenatirin) وايزوامبينلين (isoipinellin) بالإضافة إلى زيت ذهني (Fatty oil).
أما أوراق وسيقان الكرفس فتحتوي على زيت طيار وأهم مركباته مايرسين (myrcene) وبيتاسيليين (Beta selinene) والفاتربينول (alph-terpineol) وكرافيول (craveol) ودايهدروكارفون (Dihyadicanvone) وجيرينايل استيت (Geranl acetate) وفثالايدز (Phlhalides) وليمونين (Lemonene).. كما يحتوي العشب على فلافو يندات وكذلك فوروكومارينز ومشتقات حمض الكافئين وأهمهم كلوروجنيك أسد (ghlosogenic acid).. كما يحتوي النبات على فيتامين أ، ب، ج ومعادن مثل الحديد واليود والنحاس والمغنيسيونم والمنجنيز والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور.
تاريخ الكرفس واستخداماته في الطب القديم: لقد عرف الاغريق نبات الكرفس وسموه "النبات القمري" ونسبوا إليه أنه مهدئ للأعصاب، ولعلاج وجع الأسنان بتعليق ذرة يابسة منه على السن الوجعة.. وكان الكرفس يقدم قربانا للموتى في عهد الفراعنة حيث وجد في إحدى المقابر القديمة بمدينة طيبة إكليل من الكرفس والبثين الأزرق على شكل نصف دائرة حول الرقبة والصدر للكاهن "كنت" بمقبرة شيخ عيد القرنة.. كما عثر على أوراقه في حالة ازدهاره وعلى بذور الكرفس بحالتها الطبيعية.. وبجانب استخدام الفراعنة للكرفس في عمليات تزيين الموميات استعملوه أيضاً في العديد من الوصفات العلاجية.
وقد عرف العرب الكرفس منذ القدم حيث تحدث الأطباء والعلماء القدماء من عرب و غيرهم عن فوائده منهم ابن سينا الذي أطال فيه وخلاصة ما قال فيه "محلل للنفخ، مفتح للسدد، مسكن للأوجاع، مطيب للنكهة جداً، ينفع كل أوجاع العين والسعال وضيق النفس وأورام الثدي والكبد والطحال ولكنه يحرك الجشا، وليس سريع الانهضام والانحدار، والبري منه ينفع من الجرب، والقوباء والجراحات، وعرق النسا، مفيد لداء الثعلبة وتشقق الأظافر، نافع للكبد والطحال".
أما ابن البيطار فقال فيه "الكرفس ينفع للسعال والربو وضيق النفس وهو مدر للبول، يفتق شهوة الباه من الرجال والنساء ولذلك تمنع المرضعة منه لأنه يهيج الباه ويقلل اللبن.. نافع للكبد البارد".
أما داوود الانطاكي في تذكرته فيقول "الكرفس يفتح الشهوة والسدد فيزيل اليرقان وعسر البول ويذيب الحصى، يحرك الباه مطلقاً ولو بعد اليأس، يزيل الربو وعسر النفس والرياح الغليظة و الفواق وبرد الأحشاء خصوصاً الكبد ووجع الجنبين والوركين والخصية، عصارته بدهن الورد والخل طلاء ناجح في الحكة والجرب، ينفع من السموم والمغص والعطش البلغمي إذا شربت عصارته بعد غليها بماء الرمان والسكر، ينفع من عرق النسا ويحل الأورام ضماداً.. يجلو الآثار كالثآليل والبرص خصوصاً بالنشادر والعسل".
وقال الطبيب اليوناني "جالينوس" "بذره ينفع من الاستسقاء وينقي الكبد ويدر البول والطمث وينقي الكلية والمثانة والرحم، وينفع من عسر البول، ويصلح أن يؤكل مع الخس".
لقد استخدم الفراعنة الكرفس حيث جاءت البرديات المصرية القديمة لتؤكد لنا أن الكرفس استخدمه المصريون القدماء في عدة وصفات علاجية على شكل دهانات لعلاج الحمرة والحروق وموضعياً لسقوط الرحم ومنع سلس البول.. وضد حالات الربو ولتقوية اللثة والتهابات اللسان والشلل، وحقنة مهبلية لازالة الالتهابات وضد العقم ولضعف السمع.
ويقول ابن قيم الجوزية "ورقه رطباً ينفع المعدة والكبد البارد، ويدر البول والطمث، ويفتت الحصى، وحبه أقوى في ذلك، ويهيج الباه، وينفع من البخر".
والكرفس عشبة قديمة ويزرع منذ ما يزيد على 3000سنة لاسيما في مصر الفرعونية، وقد عرف في الصين في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان آنذاك يستخدم كغذاء.. ثم استخدمت سوقه وبذوره منذ فترة طويلة من أجل المشكلات البولية والروماتزم ومشكلات التهاب المفاصل، وهو عشبة منظفة ومدرة للبول.
الطب الحديث والكرفس نظراً لما يتمتع به الكرفس من فيتامينات ومعادن فهو يستعمل داخلياً مقبلاً ومقوياً عاماً، ومرمماً لخلايا الجسم، ومرطباً ومدراً للبول ومنحفاً وضد الروماتزم ومطهراً لمجاري الدم ومضاداً للتعفن، وعسر الهضم والوهن والحمى المتقطعة مثل حمى الملاريا وكذلك الصرع وأمراض الصدر والسمنة، وزيادة الدم، والأرق والنقاهة.. وطريقة استعمال الكرفس داخلياً هو أكله طازجاً مع السلطة أو يطبخ مع الحساء، وتعصر جذوره ويشرب من عصيره نصف كوب في اليوم لمدة 15إلى 20يوماً وذلك لعلاج الروماتزم بنجاح تام.. وكذلك الزكاة وضيق النفس والسعال والبحة والنقرس والتهاب المفاصل. يشرب 200جرام ثلاث مرات في اليوم لمكافحة نوبات الاغماء.. أو يشرب مغلياً بمعدل 30جراما من أوراقه في لتر ماء.. أما خارجياً فيمكن استعماله ضد الجروح والخراجات والسرطانات والتشققات الناتجة في القدم في وقت البرد.. وطريقة الاستعمال هو غسل الجروح بعصير جذور الكرفس أو بوضع كمادات على الجروح والدمامل والسرطانات، وعلى ابهام الرجل مع عصير الليمون لعلاج النقرص.. ويستعمل غرغرة وغسولاً ضد تقرحات الفم والخناق وخفوت الصوت وورم اللوزتين.
لقد اشتهر الكرفس في إقليم فرانس كوتيه بفرنسا انه يزيد القوة الجنسية حتى قيل فيه مثل مأثور هو: لو عرف الرجل فعل الكرفس لملأ به بستانه لقد بينت الأبحاث في المانيا والصين أن للزيت العطري مفعولاً مهدئاً للجهاز العصبي المركزي، ولبعض مكوناته مفعولاً مضاداً للتشنج.. كما أثبتت الدراسات في الصين فعالية الزيت في معالجة فرط ضعف الدم.
تستخدم بذور الكرفس اليوم لمعالجة حالات الروماتزم والنقرس وهي تساعد الكليتين في طرد السموم وغيرها من الفضلات غير المرغوب فيها، كما تعمل على خفض الحموضة في الجسم ككل، وتفيد البذور في تحسين دوران الدم في العضلات والمفاصل.. كما أن للبذور مفعولاً جيداً مطهراً وهي فعالة في علاج اتهاب المثانة و المجاري البولية.
لقد قامت تجارب على حيوانات التجارب حيث أعطيت بذور الكرفس وثبت ان لها تأثيراً على التشنج وكذلك تأثير على الجهاز العصبي المركزي لمادة مهدئة.. وكذلك ثبت أن له تأثيرا مدراً للبول.. ووجد أيضاً أن لزيت البذور تأثيرا مدرا للبول.. ووجد أيضاً أن لزيت البذور تأثيراً قاتلاً على البكتيريا وبعض الفطريات، كما قامت دراسة أخرى على حيوانات التجارب استخدام فيها العشب (الأوراق والسيقان) فقط فوجدوا ان لها تأثيرا يشبه تأثير البذور على التشنج و مهدئة للجهاز العصبي المركزي. وكذلك تأثير مدر للبول.. أما فيما يتعلق بالجذور فقد تمت دراسته على حيوانات التجارب ووجدوا أن له تأثيرا مهدئا على الجهاز العصبي المركزي ومضاد للتشنج وكذلك تأثير مدر.كما يستعمل الكرفس في المعالجة المثلية لعلاج مشاكل المبيض والروماتزم.
هل هناك أعراض جانبية للكرفس: يجب عدم استخدامه من قبل النساء الحوامل وكذلك للأشخاص الذين يعانون من التهابات في الكلى.
الكرفس علاجا لمرض الملاريا
الكرفس Celery : نبات ثنائي الحول له ساق محززة ومضلعة وأوراق لماعة وأزهاره صغيرة. يصل ارتفاع النبات الى 50سم. يعرف الكرفس علمياً باسم Celery gravelo lens والجزء المستخدم منه جميع اجزاء النبات بما في ذلك زيت البذور. الموطن الاصلي، أوروبا بشكل عام.
المكونات الكيميائية لنبات الكرفس: يحتوي على زيت سيلنين، كما يحتوي على كومارينات وفورانوكومارينات (بيرغامثبين) وكذلك فلافونيدات (ابنين). استخدم الكرفس من مدة طويلة كعلاج وكخضار مشهورة وأهم تأثيراته مضاد للروماتيزم ومضاد للتشنج وخافض للحمى، ومدر للبول، وخافض لضغط الدم وطارد للريح.
وقد أثبتت الدراسات التي أجريت في ألمانيا ان للزيت الطيار تأثيراً مهدئاً للجهاز العصبي المركزي. وطريقة استعمال الكرفس لعلاج الملاريا هو أخذ مقدار كاف من الأوراق وعصرها ويشرب منه مقدار فنجان قهوة 50سم 3ثلاث مرات كل يوم، وذلك قبل موعد النوبة المعروفة بثلاثة ايام، ويستمر المريض في شرب العصير ثلاثة ايام اخرى بعد انتهاء النوبة وزوال الحرارة. نقلا عن جريدة الرياض الاثنين 18 رمضان 1425العدد 13282 السنة 40