::: رجال ونساء أسلموا :::

عمر جونسون .. من تكساس إلى الإسكندرية - القران الكريم

96-عمر جونسون .. من تكساس إلى الإسكندرية

عمر جيم جونسون شاب أمريكي ولد في تكساس وهاجر أثناء حرب فيتنام باحثًا عما يروي ظمأه ويجيب عن تساؤلاته عن الإنسان والكون والحياة إلى كندا وانجلترا وفرنسا في رحلة بحثية، حيث بدأ التعرف على الإسلام عن طريق دراسته للغة العربية، وهنالك على شاطئ البحر المتوسط وبالتحديد في مدينة الإسكندرية اكتشف أنه مسلم وتدرج في تقوية إيمانه .. فتزوج مرتين: كانت الأولى من فتاة إنجليزية متحررة اضطر للانفصال عنها بعد أن فشل في علاجها، وجاء زواجه الثاني عجيبًا حيث تزوج من فتاة مصرية منتقبة تعمل في الدعوة إلى الله منذ فترة وأنجب منها ابنه الأول (مروان) ،عمر يعمل الآن في مجال الترجمة ويسعى لخدمة الإسلام عن طريق هذا المجال، حيث يقوم بترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الإنجليزية .. وقد التقينا به في بيته وكان لنا معه هذا الحوار:

كيف تعرفت على الإسلام؟ وما هي اللحظة التي قررت فيها اعتناق هذا الدين ؟ تعرفت على الإسلام عن طريق دراستي للغة العربية، وقد أردت أن أتعرف عن كثب على العرب، ومعروف بالطبيعة مدى التأثير القوي الذي أحدثه الإسلام في العرب، أما بالنسبة للحظة التي قررت فيها اعتناق الإسلام فدعني أقول لك أنه لا يستطيع أحد أن يقرر أنه سيكون مسلمًا .. الناس يكتشفون أنهم مسلمون وعندما تكتشف أنك مسلم تقبل أو ترفض، وبالنسبة لي فبعد أن اكتشفت أنني مسلم ولست نصرانيًا ولا يهوديًا ولا شيوعيًا ترددت على عدة مكتبات بالإسكندرية واشتريت كتبًا عن الإسلام وبدأت أصلي بالتدريج ثم أشهرت إسلامي رسميًا في الأزهر رغم أنني اكتشفت أنني مسلم قبل ذلك بكثير.

كيف عرف أهلك بإسلامك وهل واجهت مشاكل نتيجة ذلك؟ أخبرت أهلي بإسلامي وأنا في الإسكندرية ـ أي قبل إشهار إسلامي رسميًا ـ والحمد لله لم تواجهني مشاكل، فوالدي يعمل أستاذًا جامعيًا، والدين بالنسبة له شيء ثقافي، وقد زرت أهلي مؤخرًا ومكثت عندهم ثلاثة أسابيع وحرصت على معاملتهم معاملة جيدة لأننا عن طريق المعاملة الحسنة نستطيع دعوة الآخرين إلى الإسلام .

كيف تزوجت من عربية مسلمة؟ وهل شكلت اللغة العربية عائقًا بينكما؟ كنت أعرف بعض الناس المتدينين في الإسكندرية وعن طريقهم تقدمت لخطبة فتاة من مدينة دمنهور والحمد لله استقبلني أهلها بطريقة جيدة، كما أنها رحبت بالأمر، فهي فتاة متدينة ترتدي النقاب وتعمل في حقل الدعوة إلى الله، ولم تشكل اللغة العربية عائقًا بيننا لأنني والحمد لله أتحدث العربية بطلاقة، وطبيعي أن الرجال والنساء يفهمون بعضهما الفهم التام فالموضوع أكبر من اللغة.

هل اختلفت صورة الإسلام الذي آمنت به عن تلك التي وجدتها واقعًا بين الناس؟ لا ـ إلى حد ما ـ فمعظم الذين تعرفت عليهم أناس طيبون يصلون ويصومون ويؤدون العبادات المفروضة عليهم ـ وذلك لا ينفي وجود جهل كثير من المسلمين بدينهم ـ وبعض الناس ـ وخاصة من الذين أسلموا في الغرب ـ يتوقعون أن بلاد المسلمين مثل الجنة يلتزم الناس فيها بكل تعاليم الإسلام، وعندما يشاهدون الواقع يحزنون بعدما يرون بعض المسلمين يشربون الخمور وبعض النساء يرتدين أزياء متبرجة أكثر من النساء الغربيات أنفسهن، ولكن المفروض أن لا يغضبوا لأن الوضع أحسن كثيرًا من بلادهم ومهما كان الوضع فلا ينبغي أن نفضل الإقامة عند اليهود والنصارى بحجة وجود انحرافات عند بعض المسلمين. فيجب أن نتحلى بالصبر في هذه المسألة.

المجتمعات الغربية : كيف ترى واقعها بنظرة طائرة كما تقولون ؟ الناس في الغرب ماديون أكثر من اللازم ونتيجة لطبيعة المجتمع الذي يتكون من طبقات كثيرة وعناصر كثيرة توجد مشاكل تختلف من طبقة إلى طبقة ومن شخص إلى آخر ـ وبالنسبة لأمريكا ـ ورغم أنهم يملكون الكثير ـ إلا أنهم يظنون دائمًا أنهم فقراء ويريدون المزيد، ومعظم الناس يحسون أنهم معرضون للجرائم التي تعد مشكلة كبيرة هناك ويزداد الوضع سوءًا بين الفقراء.

ما الفرق بين الأسرة الغربية والأسرة المسلمة من وجهة نظرك ؟ في بلاد الإسلام مازالوا يعتبرون أن أول مسؤوليات المرأة في البيت، أما في الغرب يظنون أن مسؤولية البيت مسؤولية مشتركة بين المرأة وزوجها، ومن ثم تضاف للمرأة مسؤوليات أخرى خارج البيت، وهذا في النظرية والأفكار، ولكن الذي يحدث هناك أن المرأة تكون مسؤولة عن البيت رغم مسؤولياتها الخارجية.
هل كانت تجربة زواجك الأولى ناجحة ؟ لا لأنها لم تكن تريد تحمل المسؤولية، وكانت تريد أن تمارس حريتها مثلما كانت قبل الزواج، وقد طلقتها بعد سنتين لأنني لم أجد أي تحسن وكنا قد تزوجنا زواجًا مدنيًا وليس في الكنيسة.
تعمل في مجال الترجمة .. فما هو الدور الذي تحلم أن تؤديه لخدمة الإسلام من خلال هذا المجال أو غيره؟ تعاني المكتبة الغربية من فقر شديد في الكتب الإسلامية المكتوبة بلغات الغرب، ومعظم الكتب المترجمة ترجمها الغرب، بصورة محرفة سواء أكان ذلك متعمدًا أم غير متعمد، وقد قمت بترجمة كتاب الولاء والبراء للقحطاني، وأقوم الآن بترجمة أحد كتب الشيخ يوسف القرضاوي، وأنوي خدمة الإسلام من خلال عملي في مجال الترجمة.
ما هو الفرق بين المرأة المسلمة والمرأة الغربية من وجهة نظرك ؟ الإسلام يخصص ميدانًا معينًا للنساء، والنساء في الإسلام لهن مجال والرجال لهن مجال، ولكنهم في الغرب يتمسكون بالأفكار التي تدعي أنه ليس هناك فرق بين المرأة والرجل إلا الاختلاف البيولوجي الذي لا يؤثر من وجهة نظرهم في الميدان العام الذي تتحرك فيه المرأة في السياسة والتجارة وغير ذلك.

هل المرأة الغربية سعيدة في حياتها .. هل حصلت فعلاً على حريتها ؟ المرأة الغربية غير سعيدة في حياتها، ومعظم الناس في الغرب لا يحترمون المرأة وهي مظلومة عادة .. وعندما تعمل فإنها لا تأخذ نفس أجر الرجل رغم أنهما يعملان في نفس المجال، وعلى الصعيد الأسري تتعرض الزوجات للضرب والإيذاء من قبل أزواجهن، ونتيجة لعدم احتشام المرأة الغربية تتعرض لمضايقات كثيرة وتحرش من الرجال عندما تسير في الشارع.

ترتدي زوجتك النقاب، فهل تسمح لها بالدعوة إلى الله ؟ تقوم زوجتي بعقد حلقات علمية للنساء وهي والحمد لله ترتدي النقاب حتى قبل زواجنا وترتديه عن عقيدة وليس تقليدًا لأحد.

ما هي نظرتك كغربي للمشاكل التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية الآن ؟ المسلمون يقلدون الغرب الآن في معظم الأشياء في الملبس وطريقة المشي حتى في الكلام، وبالنسبة لنا في أمريكا لا يوجد مثل هذا النوع من التقليد، فلم أشاهد أحدًا في تكساس يرتدي ملابس غير أمريكية رغم وجود بعض الجاليات الأسبانية، وطبعًا أسبانيا لديها ثقافة معينة، وهناك محطات راديو وتلفزيون باللغة الأسبانية، مع ذلك لن تجد أحدًا من الأمريكيين يتفرج على المحطات الأسبانية، والمسلمون يقلدون الغرب لأنهم يعتبرون أنه هو الأقوى ولو استطعنا زيارة الأزمات القديمة ـ في القرون الوسطى مثلاً ـ وذهبنا إلى فرنسا أو إنجلترا لوجدنا الناس يقلدون المسلمون لأن المسلمين كانوا هم الأقوياء وكانوا متقدمين جدًا في كثير من المجالات العلمية والأدبية والفنية، حتى النظام الجامعي في الغرب مأخوذ عن المسلمين .. وعندما يعود المسلمون إلى القوة والعزة سيقلدهم الناس.

ما هي نظرة الغرب للإسلام ؟ الغربيون يخافون من الإسلام جدًا وأذكر أنني وأنا في المدرسة منذ عشرين سنة كنا نخاف من الفلسطينيين لأننا كنا نظن أنهم إرهابيون، وبعد ذلك لم نعد نخاف من الفلسطينيين وأصبحنا نخاف من الليبيين ثم أصبحنا نخاف من اللبنانيين والعراقيين، وكل سنة هناك بلد مسلم يخوّف الغرب وهناك جهل كبير بالإسلام في الغرب.

تمنع الكنيسة الكاثوليكية زواج القسس هل أدى ذلك إلى انحرافات بينهم ؟ طبعًا فالفطرة لابد أن تسود وحاجة الرجل إلى المرأة حاجة فطرية، ولذلك توجد انحرافات أخلاقية بين الراهبات والقسس ويعرفها الناس في الغرب، ورغم ذلك مازالت الكنيسة تصر على موقفها في مصادمة الفطرة، وهناك تناقضات عجيبة في النصرانية المحرفة تصادم الفطرة: فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً تسمح بالطلاق ولكن بصورة عجيبة حيث يتم الطلاق قانونيًا وينفصل الزوجان ولكن لا يحق لهما الزواج من جديد وذلك لأن الكنيسة لا تقر ذلك وما زالت تعترف بالزواج الأول رغم حدوث الانفصال بين الزوجين.

الأسرة جمادى الآخرة 1422 هـ

شارك

Powered by x2z2.com