لا أخفيكم أن ريقي بلل ثيابي وأنا فاغر ومصدوم ومنذهل من سخط الناس على مسؤولي بلدنا الشرفاء العفيفين النقيين الطاهرين بعد أن سقط ( شوية قدّر ) عفواً أقصد شوية مطر على تبوك ..
هل كفرتم بالله يا أهل تبوك حتى تعترضوا على قضائه وقدره وتحملوا المسؤولين توابع القدر ؟! ألستم مؤمنين بالقضاء والقدر ؟! إذا اخرسوا واصمتوا واسجدوا شكراً لله على نعمة الماء التي يختبر بها صبركم وإيمانكم .. ولعمري لولا أنني أخاف عليكم الشرك لأمرتكم بالسجود للملك وولي عهده الأمين وأمير تبوك حتى ولو سلخ المطر جلود ظهوركم ونهب ( قشكم ) وشتتكم شذر مذر ..
كلنا نعرف هنا أننا دولة دستورها القرآن وتحكم بالشريعة السمحاء التي تحاسبني وتحاسبك أشد الحساب مستقبلاً وتكيل لي ولك الحسنات مستقبلاً يوم القيامة .. فلماذا تستعجلون الله على محاسبة عباده في الدنيا يا عبدة الدنيا ؟! ألا يكفيكم حساب المستقبل ؟!
وإذا كنتم تدعون الظلم كما تقولون فهل يجوز لكم أن تستبدلوا شرع الله بقوانين وضعية من عند أنفسكم لتزجروا بها المخالف ؟ ألا يكفيكم الدعاء ؟ ألا تكفيكم صواريخه النووية التي تنطلق قبل الفجر لتدك كل ظالم في عقر داره ؟! ألا تكفيكم المحاكم الشرعية التي حاسبت حتى الجن ؟! وهل تريدون إثارة الفتنة عندما تطالبون بمحاسبة ولي الأمر ؟! ألم تعلموا أن الفتنة أشد من القتل ؟!
عجباً لكم يا آل تبوك .. ترتكبون المنكرات ما ظهر منها وما بطن صباح مساء وحين تصب عليكم السماء جام غضبها تستاءون وتكفرون بعدل الله ؟! .. وتهملون إقامة سدود من الدعاء وأنتم تعلمون أنه لا يرد القدر إلا الدعاء وحين تحل بكم الكارثة تلهجون لله بالدعاء أن يخلصكم من الماء .. وتشيعون الفاحشة في الشوارع وتحت الكباري وداخل العبارات ثم لا تريدون أن يدمرها الله ؟!
والأعجب من ذلك كله أنكم تطالبون بمحاسبة أمير ضعيف لا يستطيع أن يرد قضاء الله وقدره ولا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فضلاً عن نفعكم أو الإضرار بكم .. وتستعجلون حساب الله وتتألون عليه وأنتم تعلمون أن الحساب يجب أن يكون يوم القيامة فقط .. أما في الدنيا فلا حساب في هذا البلد المسلم ولله الحمد ولا عدل ولا ينبغي أن يكون ونحن نؤمن بيوم الحساب .. وأنتم تعرفون ذلك .. ولو كان الأمر بيدي لأقفلت المحاكم جميعها وأقفلت هيئة التحقيق والادعاء العام ومراكز الشرطة ووزارة الداخلية وهيئة ( مفاكحة ) الفساد .. واستبدلتها بمحاكم الدعاء .. وهي كافية وافية .. تأتي إليها فتختار بين أمرين .. إما أن تقص تذكرة مؤجلة لخصمك لتحاسبه يوم القيامة .. أو تأخذ لك طوربين دعاء أو صاروخ أو حتى طرطيعة لتطلقها على خصمك متى ما أردت وانتهينا .. لماذا القوانين ( والخرط الفاضي ووجع الرأس ) والسجون والمحاكم .. بل لماذا أصلاً نطالب بالحقوق والعدالة ونحن نحكم فينا شرع الله الذي بين لنا أن كل شيء بقدر وأن كل شيء مقدر وأن هناك حساب يوم القيامة ودعاء في الدنيا .. ولماذا نرهق أنفسنا أصلاً بحماية أنفسنا ومدننا من الكوارث ونحن نعلم أن دعوتين في ظهر الغيب تغير كل أقدار هذا الكون ونواميسه .. بل كيف نجرؤ أساساً إلى التحسب للكارثة أو توقعها ونحن نعلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله ؟!