ولقد شبهه الكاتب حياة بطل الرواية بتلك المأساوية التي حدثت لسيدنا يوسف عليه السلام فإن كان الوحي الإلهي قد فضح مؤامرة إخوة يوسف وذوي القرباء له فإن هناك عائلات بينهم أشباه لإخوة يوسف في أفكارهم وطباعهم وسوء ظنهم , وطاعتهم لشيطانهم من أجل ظلم شقيقهم , لقد كان الرواي يسعى إلى الوصول لحقيقة ما آلت له تلك العلاقة المجتمعية بين بطل الرواية وبين إقرباءه وإن كان إخوة يوسف قد ألقو به في غياهب الجب فإن ذوي القرباء لبطل الرواية قد ألقو به في غياهب الظلام وفي دياجير الظلم والجور وهو يغفر لهم زلاتهم دون وجه رضا منهم , بيد أنه قد واجه الظلم بالتسامح والقطع بالوصل ودعس على الأحقاد ومضى في طريق النجاح حتى تحول العدو له إلى معجب وأصبح ( الذي بينه وبينهم عدواة كأنهم له ولي حميم ) وكل من أطلع على هذه الرواية والاحداث سيجد سمات عالية استطاع أن يعتمد عليها الكاتب من اجل إخراج الرواية بهذا الشكل الجميل للغاية، وقد أبدع في شد انتباه الجماهير إلى هذه الرواية الدرامية ، إذ نجح في إستخدام الامثال لتعزيز المعنى وتوظيف الحوار بطريقة تكشف عن الوضع الاجتماعي لبطل الرواية ويحاول أيضًا نقل الآراء عن مصيره .
فشُكرًا للراوي وشكراً لبطلها ، من قصتك تعلمنا ان بعض الناس تكرهك لأنك جميل وذو أخلاق راقية ولا تشبههم، فإنهم لا يريدون من يذكرهم بنقصهم وأن الطعنة قد تأتي من حيث لا نحتسب ، وأنكَ إذا سلمتَ من الذئب فقد لا تسلم من إخوتك حتى وإن كانوا يلبسون أحيانًا ثياب الناصحين .