لم يتخيل طالب أن عطلته ستتحول إلى كابوس بعد قرار محاكمته بتهمة القتل غير المتعمد لرجل مخمور، اعتدى عليه وسبه في العلن.
يحمل الطالب البالغ من العمر 18 عاماً الجنسية السعودية، وقد أتى إلى دبي لقضاء إجازته، فتحولت عطلته إلى كابوس مرير، فقد قفز الرجل البريطاني البالغ من العمر 38 عاماً من سيارة أجرة، وهاجمه في الساعة 03:00 صباحاً.
الأسباب وراء اعتداء الرجل البريطاني، وسبه الطالب السعودي على أحد أرصفة منطقة مارينا دبي، ظلت غامضة منذ وفاته.
فالطالب الشاب، أخذ إلى المحكمة رغم أن البريطاني كان مخموراً، وهو من بدأ التهجم واستخدام اللغة البذيئة ضد الطالب في مكان عام.
كشف ضابط وفقا لمجلة سيدتي تفاصيل الواقعة قائلا: أنه في حوالي الساعة 3:00 أبلغ سائق سيارة أجرة نيباليٌّ غرفة عمليات شرطة دبي أن بريطانياً مخموراً بشدة قفز فجأة من السيارة وركض نحو الشاب السعودي، وانهال عليه بالضرب. وقال السائق للشرطة: «عندما حاول الطالب تجنب تعرضه للضرب من قبل البريطاني المخمور، سقط الأخير على الأرض وضرب رأسه» .
هرعت دورية للشرطة إلى المنطقة حيث وقع الحادث أمام مارينا مول. وعندما سئل السعودي من قبل الشرطة، قال إنه كان عائداً إلى منزله عندما أخذه المتوفى على حين غرة.
ضربني
خلال الاستجواب نفى الشاب بشدة الاعتداء على المخمور. وادعى أن الأخير هو من ضربه وأنه دافع عن نفسه فقط. كما وجهت النيابة العامة إلى المتهم - 18 عاماً- تهمة القتل غير العمد للضحية البريطاني، وإحالته إلى محكمة جنح دبي.
وقال ممثلو الادعاء إنه عند قيام الطالب بدفع الضحية، سقط على الأرض وضرب رأسه على الرصيف.
بعدها جزم الطبيب الشرعي لشرطة دبي أن الضحية توفي نتيجة نزيف حاد في رأسه. و عند مثول المتهم أمام المحكمة ونفيه بشدة مسؤوليته عن وفاة البريطاني، وادعى أن الضحية كان مسؤولا عن موته الشخصي. وردد: «أنا غير مذنب. هو الذي سبني واعتدى عليّ أولا. أنا لم أقتله».
طويل القامة
المدعون قرروا أن الأدلة المتاحة لم تكن كافية لاتهام الطالب بالقتل العمد للبريطاني. وكشفت التحقيقات الأولية أن المتهم حاول تجنب اعتداءات البريطاني، ودفعه بعيداً؛ لأن الأخير كان مخموراً بشدة وأكبر منه عمراً. وبالتالي فالمشتبه به لم يكن لديه أي نية لقتل الضحية.
في الوقت نفسه صرح السعودي خلال استجوابه أنه في حين كان يسير إلى غرفته بالفندق، قام رجل أوروبي طويل القامة بالتعرض له. وادعى قائلاً: «لقد سبني واستخدم كلمات أخرى لم أفهمها. لم أكن أعرف الضحية، في البداية، أمسك ذراعي بقوة وضربني على صدري، لم أفعل أي شيء فقد كان من الواضح أنه في حالة سكر. دافعت عن نفسي وحاولت إطلاق يدي من قبضته عندما فقد توازنه وسقط على الأرض، وضرب رأسه على الرصيف. لم أكن أنوي قتله».
شهود عيان
شهد سائق سيارة الأجرة النيبالي أن البريطاني لم يدرك أي شيء حوله عندما أرشده إلى مقر إقامته، وادعى السائق قائلاً: «أشار لي بالتوقف حوالي الساعة 2:30 صباحاً، وأخذته من منطقة مرسى دبي. وعندما سألته عن وجهته، طلب مني أن أقود إلى الطرق الداخلية في الحي نفسه. فمرة طلب مني الذهاب يساراً ومرة إلى اليمين، وكان من الواضح تماماً أنه في حالة سكر. وبمجرد أن توقفت على اليمين لأطلب منه أن يعطيني المكان الصحيح، قفز خارجاً، ومشى بسرعة دون دفع الأجرة».
وفجأة ظهر المشتبه به يمشي من تلقاء نفسه. فتوقف الضحية عنده، وبدا الأمر كما لو أن نقاشاً حاداً كان قائماً. يتابع السائق: «لم أسمع ما كانا يقولانه؛ ولكن فجأة رأيت البريطاني يهاجم المشتبه به. لكن الأخير سحب ذراعيه بعيداً عنه لتجنبه. وسقط على الأرض وضرب رأسه على الرصيف».
برأي مستشار قانوني وفقا لمجلة سيدتي: إنه وفقاً للمادة 342 من قانون العقوبات الاتحادي، فإن المشتبه به قد يواجه الحبس بين شهر واحد وثلاثة أعوام، أو غرامة ما بين 1000و3000 درهم. ولكن العقوبة متروكة لتقدير القاضي.