على الرغم من كافة التهديدات والتلميحات الروسية، تقدمت فنلندا والسويد، اليوم الأربعاء، بطلبين رسميين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في مقر الحلف، لتبدأ بذلك عملية انضمام من المتوقع أن تستغرق بضعة أسابيع فقط.
في حين رحب الأمين العام، ينس ستولتنبرغ، بتلك الخطوة، مشدداً على أن هناك إجماعاً لدى الدول الأعضاء على توسيع الحلف الدفاعي.
كما وصف قرار البلدين هذا بالـ "خطوة التاريخية". وأوضح خلال اجتماعه مع سفيري فنلندا والسويد، كلاوس كورهونين وأكسيل ويرنهوف، ضرورة أخذ المصالح الأمنية لجميع البلدان في الاعتبار.
"انضمام سريع؟!"
من جهته، شدد وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود، على ضرورة أن تبدأ محادثات انضمام البلدين في أقرب وقت ممكن.
وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لضمان عملية انضمام سريعة"، مؤكدا أن أمن البلدين من أمن الدنمارك.
قد يستغرق عاماً
وكان دبلوماسيون مطلعون أكدوا سابقاً أن تصديق جميع برلمانات الدول الأعضاء وعددها 30 قد يستغرق ما يصل إلى عام، بحسب ما نقلت رويترز.
وكانت رئيسة الوزراء السويدية، ماجدالينا أندرسون، أوضحت أمس الثلاثاء أن البلدين سيقدمان طلبيهما اليوم، على الرغم من الاعتراض التركي والروسي على السواء، متخليتين بذلك عن سياسة الحياد الطويلة الأمد التي اتبعتاها على مدى عقود، جراء المخاوف التي أثارتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والقلق من نوايا موسكو الأوسع.
يشار إلى أن توسيع الحلف يتطلب إجماع الدول الأعضاء الثلاثين وبينها تركيا، التي أعلنت مؤخراً رفضها انضمام هلسنكي واستوكهولم، على الرغم من حصول محادثات دبلوماسية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
فيما يثير هذا التوسع حفيظة الكرملين، ويشكل مصدر قلق وريبة لروسيا، التي أعلنت مراراً رفضها تمدد الحلف الذي تعتبره رأس حربة ضدها في الصراع الدائر منذ 24 فبراير الماضي مع الغرب، جراء العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية.
لاسيما أن انضمام فنلندا سيوسع الحدود المشتركة بين الناتو والأراضي الروسية من حوالي 440 ميلاً (708 كلم) إلى أكثر من 1200 (1931 كلم).
يذكر أن تلك الخطوة كانت تعمقت في كل من فنلندا والسويد جراء الدخول الروسي إلى أوكرانيا، بالتزامن مع ارتفاع التأييد الشعبي لها في البلدين خلال الأشهر الماضية.