بعد سنوات من المجاهرة بالعداء للولايات المتحدة، ظهر أحد أكثر قادة طالبان تكتماً وتشدداً أيضاً في مقابلة تلفزيونية مع شبكة أميركية، للتحدث عن حكم الحركة، وأحوال أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها في أغسطس الماضي.
ففي مقابلة مع "سي أن أن"، وفيما تفادى وزير الداخلية في حكومة طالبان سراج الدين حقاني النظر في عيني المذيعة كونها "أنثى" وغير منقبة، أكد الرجل أن طالبان تقدر العلم وتثمنه.
"ضمان شرفهن"
وبعد أن سألته المذيعة الشهيرة كريستيان أمانبور عما إذا لديه بنات في المرحلة الثانوية من التعليم، أجاب حقاني مشدداً على أن التعليم نعمة من الله، وهو ضروري للإناث والرجال، إلا أنه لفت إلى أن حكومته تسعى إلى وضع القوانين وتهيئة الظروف من أجل ضمان ظروف التعليم.
كما تحدث عن ضرورة لبس الطالبات الحجاب حفاظاً على سلامتهن، ومن أجل ضمان شرفهن، وفق تعبيره.
"إشارات للغرب"
أما في ما يتعلق بتعامل الغرب مع طالبان، فاعتبر الرجل الذي وضعت الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار كمكافأة على اعتقاله، أن على الدول الغربية أن تتخذ قرارها الواضح في هذا الشأن. وأكد أن طالبان كانت أرسلت العديد من الإشارات الإيجابية للغرب.
كما اعتبر أن ظروف الحرية وحماية الحقوق في البلاد تطرح باستمرار على طاولة بحث المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن النظرة السلبية بدأت تتغير تدريجياً.
تأتي تلك التصريحات، بعد إصدار الحركة قوانين جديدة صارمة، فرضت على النساء في البلاد لبس البرقع، فيما لا تزال آلاف الفتيات في المراحل الثانوية، محرومات من الذهاب إلى المدرسة أو حتى الجامعات المختلطة، فيما سمح للذكور بكافة الأعمار استئناف الدراسة منذ أشهر عدة.
10 ملايين دولار
يشار إلى أنه لحين استيلائها على السلطة في أغسطس الفائت، كان سراج الدين أحد 3 نواب لزعيم طالبان هبة الله أخوند زاده، وكذلك زعيم الشبكة التي تحمل اسمه.
وتتّهم شبكة حقاني بتنفيذ بعض أعنف الهجمات التي ارتكبتها الحركة في أفغانستان خلال السنوات العشرين الماضية.
فيما لا يزال حقاني على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي عرض مبلغاً يصل إلى 10 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات قد تؤدي لتوقيفه.