أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المفاوضات بين موسكو وكييف الرامية إلى إيجاد حلّ للنزاع ”متعثرة“، بعدما فشلت المباحثات في إحراز أي تقدم واضح.
وقال لافروف إن المفاوضات ”متعثرة، لأن اقتراحًا قدّمناه إلى المفاوضين الأوكرانيين منذ خمسة أيام وتمت صياغته مع الأخذ في الاعتبار تعليقاتهم، لا يزال بدون جواب“.
وشككت الوزارة في رغبة القادة الأوكرانيين بمواصلة المحادثات.
وقال لافروف: ”أجد أنه من المستغرب جدا الاستماع كل يوم إلى تصريحات تصدر لا سيما عن الرئيس (الأوكراني) ومستشاريه تعطي انطباعا بأنهم ليسوا بحاجة على الإطلاق إلى هذه المفاوضات“.
وقال فلاديمير ميدينسكي رئيس الوفد الروسي الذي يجري مفاوضات مع ممثلين عن الجانب الأوكراني، إن جولة محادثات جديدة أجريت الجمعة.
عدة مباحثات مطولة
وأعلن الوفد الروسي المفاوض إجراء مباحثات مع رئيس الوفد الأوكراني، حيث تم عقد عدة مباحثات مطولة بينهما.
قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في إحاطة صحافية، الأربعاء إن بلاده سلمت أوكرانيا مسودة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل لاتفاق، والكرة الآن باتت في ملعب كييف، إذ ننتظر جوابا منها.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد كييف، قال: "الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني"، بحسب ما نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية.
إلا أنه شدد على أن ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيئ، لاسيما أن الأوكرانيين لا يظهرون رغبة كبيرة في تكثيف عملية المفاوضات، وفق تعبيره.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، أعلنت بدورها في وقت سابق الأربعاء أيضا، أن موسكو فقدت الثقة بالمفاوضين الأوكرانيين، واصفة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتابع وغير المستقل، الذي ينفذ أوامر أميركا وحلف شمال الأطلسي.
أتت تلك التصريحات بعد أن أعلن مستشار زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، أمس، استحالة تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات المباشرة بين الجانبين، معتبرا أن التفاوض مع روسيا من أجل وقف النزاع بات أكثر صعوبة وتعقيدا، لاسيما بعد التطورات العسكرية الميدانية في مدينة ماريوبول المحاصرة جنوبا، والشرق الأوكراني.
شروط متبادلة
يذكر أنه منذ الأيام الأولى لانطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي، بدأت المحادثات بين الطرفين، وعقدت عدة جولات سواء مباشرة أو عبر الإنترنت، من أجل التوصل لحل يرسي السلام بين البلدين، إلا أن أيا من تلك الاجتماعات لم يصل إلى نتائج سياسية بعد.
ففيما تتمسك موسكو بحيادية الجارة الغربية، ووقف مساعيها للانضمام إلى الناتو، فضلا عن تجريدها من السلاح المهدد لأمنها، تطالب كييف بضمانات دولية متعددة من أجل وقف أي هجوم روسي مستقبلي على أراضيها.
كما ترفض التخلي عن سيادتها على مناطق شرق البلاد، أو الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وقد أدت التطورات العسكرية الميدانية مؤخراً إلى عرقلة تلك الجولات التفاوضية ووقفها، لاسيما بعد العمليات المتسارعة في ماريوبول وشرق البلاد.