منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في زيادة قواته على أراضي دول أوروبا الشرقية، مؤكدا أنه سيضاعف عدد الدول التي تتواجد فيها تلك القوات القتالية إلى ثمانية.
وقد أشار قرار تعزيز وجوده هذا في المنطقة إلى مخاوف متزايدة بشأن كيفية استجابة روسيا للعقوبات الدبلوماسية والاقتصادية المتزايدة التي تواجهها خلال اجتياحها لأوكرانيا الذي استمر لمدة شهر.
بولندا
وفي اتفاصيل انضمت مجموعات القتال الجديدة التابعة للناتو في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا إلى قوات مماثلة في دول البلطيق وبولندا.
فيما تتواجد أكثر من ربع القوات الخاضعة للقيادة المباشرة للحلف في بولندا، التي تشترك في جزء كبير من حدودها مع أوكرانيا.
في حين يرابض 120 ألف جندي إضافي من الجيش البولندي على أهبة الاستعداد، وهي أكثر نسبة من أي بلد مضيف في الحلف، بحسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".
دول البلطيق
وأوضحت خريطة نشرها موقع الناتو، وجود 9 آلاف جندي في إستونيا، وكذلك نفس العدد تقريباً في لاتفيا، أما ليتوانيا فتضم أكثر من 20 ألف مقاتل.
في المقابل، وعلى الحدود الغربية لأوكرانيا، يتواجد 15100 جندي للأطلسي في سلوفاكيا، و24800 في المجر، و79300 في رومانيا، و26900 في بلغاريا.
يشار إلى أن تحركات الحلف هذه أضحت مادة سجال بينه وبين موسكو التي تتهمه منذ أشهر عدة بالتوسع شرقا بما يهدد أمنها، كما تطالب بمنع انضمام كييف إليه
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي، كررت موسكو أكثر من مرة أنها لن تقبل بأي تهديد على حدودها الغربية، متمسكة بشرعية مطالبها الكامنة في جعل أوكرانيا بلدا محايدا، بما يطمئن مخاوفها.
الدول الأعضاء
يذكر أن الحلف يتكون من 30 دولة الآن ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل، لكنه عندما تأسس عام 1949 كان يشمل 12 دولة فقط، هي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وبلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، وأيسلندا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وهولندا، والنرويج، والبرتغال.
وفي عام 1952 انضمت اليونان وتركيا، وفي عام 1955 انضمت ألمانيا الغربية إلى الحلف، وبعدها إسبانيا عام 1982، ليصبح عدد المنضمين للحلف 16 دولة.
لكن بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار حلف وارسو، بدأت دول شرق أوروبا التي كانت جزءاً من الحلف الشيوعي السابق في الانضمام للناتو، إذ انضمت بولندا والمجر والتشيك عام 1999.
كذلك انضمت رومانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وبلغاريا عام 2004، وهو العام نفسه الذي شهد انضمام دول البلطيق الثلاث التي احتلها الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي لاتفيا وليتوانيا وإستونيا.
ثم انضمت ألبانيا وكرواتيا عام 2009، وجمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) عام 2017، وكانت جمهورية شمال مقدونيا هي الدولة الثلاثين والأخيرة التي تنضم للناتو عام 2020.