بعد مضي أكثر من 20 سنة على وقوعها، عادت مسألة التحقيقات والاعتقالات المتعلقة بهجمات الـ11 من سبتمبر إلى الواجهة مجدداً.
فقد كشفت وثائق أميركية رسمية كانت مخفية إلى أن رفعت عنها السرية مؤخراً، أن المعتقل ع.البلوشي استُخدم أداة لتدريب المحققين الجدد على التعذيب، وذلك أثناء احتجازه بمركز سري في أفغانستان تابع لوكالة الاستخبارات الأميركية.
وأفاد تقرير حكومي أميركي صدر عام 2008 وخرجت تفاصيله للعلن خلال الساعات الماضية، ضمن إجراءات قضائية طالب بها محامو البلوشي، تهدف إلى إخضاعه لفحص طبي مستقلّ، وذلك وفقاً لما نقلت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها.
طرقوا رأسه بالخشب حتى أتلفت دماغه
وكشفت المعلومات أن المحققين المتدربين تناوبوا على طرق رأس البلوشي في جدار من الخشب أدى إلى إصابته بتلف في الدماغ، وذلك أثناء تدريبهم على أساليب للتعذيب في أفغانستان.
وأوضحت أن الاستخبارات الأميركية علمت بنقل المعتقلعام 2003، من حجز باكستاني إلى "الموقع الأسود" شمال كابول، في عملية وصفت بأنها "خارجة نطاق القانون".
أساليب التعذيب بـ"الموقع الأسود"
وفي المعتقل الجديد، أفادت التقارير بأن المحققين في "الموقع الأسود"، اتبعوا إرشادات الاستخبارات الأميركية في تعذيب البلوشي.
وطبّقوا خاصيتين في التعذيب استخدموا فيها عصا ووضعوها خلف رُكبتيه في وضعية الانحناء ثم سكبوا عليه ماء بارداً.
كما أكدت أن الاستخبارات الأميركية كانت وافقت على الضربة التي أتلفت دماغ الرجل، عبر ضربه عارياً بجدار خشبي مدة ساعتين، مؤكدة استخدام الأخير لتعليم هذه التقنية من قبل عدد كبير من المحققين حتى أتلفت دماغه.
في حين أجرى أخصائي علم النفس العصبي فحوصات وأشعة لرأس أواخر 2018، فوجد تشوهات تشير إلى تلف متوسط إلى شديد في الدماغ في أجزاء من دماغه، ما يؤثر في تكوين الذاكرة واسترجاعها وكذلك التنظيم السلوكي.
تفجير برجي مركز التجارة العالميين في نيويورك.. 2001
يذكر أن البلوشي يبلغ من العمر 44 عاماً، وهو أحد المتهمين الـ5 الذين اتهموا بالمشاركة في أحداث تفجير برجي مركز التجارة العالميين في نيويورك يوم الـ11 سبتمبر/أيلول 2001، وهي ما عرفت لاحقاً بـ"أحداث سبتمبر".
وقد أمضى 3 سنوات في حجز تابع للاستخبارات المركزية الأميركية وانتقل بين نحو 6 "مواقع سوداء" مورس فيها عليه جميع أنواع التعذيب، ثم نُقل عام 2006 إلى معتقل غوانتانامو، وما زال هناك في انتظار محاكمته حتى اليوم.
إلى ذلك، خلص تقرير المفتش العام إلى أن التحقيق مع البلوشي لم يسفر عن أي معلومات استخبارية مفيدة.، وسط انتقادات على طريقة منطق وكالة الاستخبارات المركزية وخطتها باعتقاله.