فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية رفضها الاتهامات الأوكرانية، بتنفيذ غارة على مبنى المسرح الدرامي، لافتة إلى أن كتيبة "آزوف" نفذت "استفزازا دمويا جديدا وفجرت المبنى بعد أن فخخته في وقت سابق".
كما أوضحت في بيان مساء أمس الأربعاء أن القوات الروسية لم تصنف "مبنى المسرح في ماريوبول أبدا على أنه هدف عسكري، نظرا لوجود خطر محتمل على حياة المدنيين"
أكثر من ألف
أتى ذلك النفي بعد أن اتهم المجلس المحلي لماريوبول، القوات الروسية بقصف المسرح. وقال في منشور على تطبيق تلغرام، أمس "دمر الغزاة مسرح الدراما. وهو مكان لجأ إليه أكثر من ألف شخص للاحتماء. لن نغفر هذا أبدا".
بدوره، وصف رئيس البلدية فاديم بويتشينكو الهجوم بأنه "مأساة مرعبة". وقال في تسجيل فيديو "كان الناس يختبئون هناك.. الكلمة الوحيدة لوصف ما حدث هي إبادة جماعية."
لكنه أضاف أنه واثق من أن اليوم سيأتي عندما تنهض تلك المدينة الجميلة مجددا من تحت الأنقاض.
فيما نشر مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، على حسابه على تويتر صورة للمسرح، كاتبا فوقها:" الروس دمروا المدينة بوحشية لا توصف".
كذلك، نشر مسؤولون آخرون صورة لمبنى المسرح، الذي دمّر قسم في منتصفه بالكامل، بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الركام، لافتين إلى أن قنبلة ألقيت فوقه من طائرة روسية.
2500 قتيل
يشار إلى أن تلك المدينة الواقعة جنوب البلاد تعد هدفا استراتيجيا رئيسيا لموسكو، باعتبار أن السيطرة عليها تسمح بربط القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بدونباس، وتمنع وصول الأوكرانيين إلى بحر آزوف.
كما أنها محاصرة منذ أيام عدة، وتتعرض لقصف عنيف، بحسب ما أكدت أكثر من مرة السلطات الأوكرانية. فقد أعلن أوليكسي ارتستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فقبل أيام أن أكثر من 2500 من سكان ماريوبول المطلة على البحر الأسود سقطوا قتلى منذ دخول القوات الروسية البلاد في 24 فبراير الماضي.
كذلك، حذرت السلطات المحلية في المدينة قبل يومين أن مخزون الطعام والمياه بدأ ينفذ.
في حين أعلنت روسيا اجلاء الآلاف منها عبر ممرات انسانية فتحت خلال الأسبوعين الماضيين.
وتشهد أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي عملية عسكرية روسية وصفت بالمحدودة شرقا، إلا أنها سرعان ما توسعت جنوبا وشمالا حتى وصلت إلى محيط العاصمة كييف.
ما استدعى استنفارا أمنيا غير مسبوق في أوروبا، وبين موسكو والغرب. كما جرّ على روسيا عقوبات موجعة فاق عددها الـ 5 آلاف، وطالت محختلف القطاعات.
إلى ذلك، أيقظت تلك العملية وسط هذا المن من التوتر شبح اندلاع حرب عالمية ثالثة، لاسيما مع اصطفاف دول الناتو بقوة إلى جانب كييف.