أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن بلاده على اتصال مع الحكومة البولندية في أعقاب البيان الصادر عنها بشأن نقل طائرات بولندية إلى أوكرانيا.
وأوضح في بيان اليوم الأربعاء، أن واشنطن ستواصل التشاور مع حلفائها وشركائها حول مساعدتها الأمنية المستمرة لأوكرانيا، مشيراً إلى أن اقتراح بولندا يظهر بعض التعقيدات، وهو أمر يعود للحكومة البولندية.
وقال إن احتمالية مغادرة الطائرات المقاتلة "تحت تصرف الولايات المتحدة" من قاعدة تابعة للناتو في ألمانيا لتطير في المجال الجوي المتنازع عليه مع روسيا، يثير مخاوف جدية لحلف الناتو بأكمله.
"اقتراح غير فعال"
كما أضاف أنه سيتم التشاور مع بولندا والحلفاء الآخرين في الناتو حول هذه القضية والتحديات اللوجستية الصعبة التي تطرحها، لافتاً إلى أنه لا يعتقد أن الاقتراح فعال.
وكانت بولندا أعربت في وقت سابق عن استعدادها لوضع طائراتها من طراز ميغ-29 "فورًا ومجانًا" في تصرف الولايات المتحدة ونقلها إلى قاعدة رامشتاين في ألمانيا.
وقالت وزارة الخارجية البولندية في بيان "سلطات جمهورية بولندا وبعد مشاورات بين الرئيس والحكومة مستعدة لنقل كل طائراتها من طراز ميغ-29 إلى قاعدة رامشتاين ووضعها في تصرف حكومة الولايات المتحدة".
فيما استبعد مسؤولون أميركيون، بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، احتمال قيام أي دولة من دول حلف شمال الأطلسي بتزويد أوكرانيا المحاصرة بطائرات، لكن بلينكن أكد الأحد، خلال زيارته مولدافيا أن الموضوع قيد المناقشة.
تأمين الأجواء
وصرّح للصحافيين "لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا ندرس الأمر بشكل نشط جدا".
كذلك، أضاف أن الولايات المتحدة تجري "محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم".
جاء ذلك غداة لقاء بين بلينكن ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عُقد عند الحدود الأوكرانية-البولندية، حضّ خلالها الأخير الولايات المتحدة على توفير المقاتلات.
وتابع عقب لقائه نظيره الأميركي "إذا خسرنا الأجواء، ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض".
وفي حين لا يزال القسم الأكبر من قدرات سلاح الجو الأوكراني بمنأى عن أي أضرار منذ بداية الحرب في 24 شباط/فبراير، تكبّدت روسيا وأوكرانيا خسائر فادحة ولم تتمكن أي منهما من السيطرة بشكل مطلق على أجواء البلاد.
استنفار غير مسبوق
وتدخل العملية العسكرية الروسية التي أطلقها الكرملين على الأراضي الروسية في 24 فبراير الماضي، يومها الـ 14 وسط استنفار أمني غير مسبوق في أوروبا، لامس أجواء الحرب العالمية الثانية، بحسب ما حذر أكثر من مسؤول أوروبي مؤخرا.
وقد استتبعت تلك الهجمات الروسية حملة عقوبات واسعة ضد موسكو، بلغت أكثر من 500 عقوبة، كان آخرها وقف واشنطن استيراد النفط والغاز الروسي، ودفعت البلاد إلى التربع على عرش الدول الأكثر مواجهة للعقوبات بعد إيران وكوريا الشمالية.
كما استدعت تأهب دول حلف الناتو التي أرسلت مساعدات عسكرية نوعية، ومالية إلى كييف لمواجهة العمليات الروسية.