يحيي الليبيون اليوم الخميس الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، في وقت يمرّ الانتقال إلى الديموقراطية بمنزلق جديد يثير مخاوف من تجدّد العنف على وقع تصاعد الخلاف السياسي.
إلا أن هذه الذكرى السنوية تحل في وقت تقوض الانقسامات بين المؤسسات المتنافسة في الشرق والغرب البلاد، التي تجد نفسها منذ العاشر من شباط/فبراير مع رئيسي وزراء متنافسين في طرابلس، بعدما تخلّفت عن الاستحقاق الانتخابي الذي كان محددا نهاية العام الماضي وكان يفترض أن يضع ليبيا على سكة تجديد مؤسساتها الديموقراطية بالاقتراع واستعادة حياة سياسية طبيعية.
فعيّن مجلس النواب الذي يتخذ من الشرق مقرّا له وزير الداخلية السابق والسياسي النافذ فتحي باشاغا (60 عاما) رئيسا للحكومة ليحل محل عبد الحميد الدبيبة، الذي أكد عدم استعداده للتخلي عن السلطة إلا لسلطة منتخبة، ما شكل وضعاً سياسياً معقدا، وأثار مخاوف من تجدد الصراع المسلح.
عرض قوة
لاسيما وأن مجموعات مسلحة استعرضت الأاسبوع الماضي في العاصمة، دعما للدبيبة، فيما لوحت مجموعات أخرى بدعمها لباشاغا.
وأمام هذا وذاك، ساد القلق بين الليبيين والعديد من المراقبين والمحللين من تجدد المواجهات.
في حين، رأى الباحث المتخصص في الشأن الليبي جلال حرشاوي، رغم ذلك، أن هناك "عددا من الموضوعات التي تقدمت فيها ليبيا".
وشدد في حديث لفرانس برس على أن البلاد "لم تشهد أي معارك كبيرة بالأسلحة النارية منذ يونيو 2020، كما أن العديد من الأعداء اللدودين حتى قبل عامين مضيا، باتوا يتحدثون مع بعضهم البعض، بل ويتحالفون في بعض الحالات"، معتبرا أن هذه بداية المصالحة".
طرابلس تتزين وترقص
لكن رغم المشهد القاتم عامة والقلق من انزلاق البلد إلى أتون الاقتتال ثانية، زينت الشوارع الرئيسية في طرابلس باللون الأحمر والأسود والأخضر، وهي ألوان الشعار الوطني الذي تم اعتماده بعد سقوط النظام السابق.
على أن تقام غدا الجمعة، بسبب سوء الأحوال الجوية المتوقع الخميس، حفلات موسيقية مع أغان ثورية وألعاب نارية في "ساحة الشهداء" في طرابلس حيث كان القذافي يحب إلقاء خطاباته، قبل أن تسقطه انتفاضة شعبية انطلقت في 17 شباط/فبراير 2011.
تسع حكومات
يذكر أن ليبيا التي يقطنها 7 ملايين شخص، عرفت منذ سقوط القذافي ما لا يقل عن تسع حكومات، وخاضت حربين أهليتين ولم تنجح في تنظيم انتخابات رئاسية.
ولا تساعد الانقسامات العميقة والتدخلات الخارجية وانعدام الأمن البلاد على الخروج من أزمتها التي تترك تداعيات سلبية على سكانها، على الرغم من احتياطيات النفط الوفيرة التي يفترض أن تضمن للليبيين مستوى معيشيا مريحًا.