دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة "كل الأطراف إلى الحفاظ على الاستقرار في ليبيا كأولوية مطلقة" فيما يوجد في البلاد رئيسا وزراء متنافسان.
وذكّر غوتيريش كل المؤسسات بالهدف الأساسي المتمثل في تنظيم انتخابات وطنية في أسرع وقت ممكن لضمان احترام الإرادة السياسية لـ2,8 مليون مواطن ليبي مسجلين في القوائم الانتخابية"، في بيان اقتصر على "الإحاطة علما" بتعيين رئيس وزراء جديد.
كما عبرت السفارة الأميركية في ليبيا اليوم الجمعة عن تأييدها لرسالة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش بشأن التوافق والاستقرار والانتخابات في ليبيا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، ستيفان دوغاريك في نص البيان: "يتابع الأمين العام عن كثب الوضع في ليبيا. وقد أُحيط علما بالتصويت الذي جرى يوم الخميس، 10 فبراير، في مجلس النواب بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة لاعتماد التعديل الدستوري الذي يرسم مسارا لعملية مراجعة مشروع الدستور لعام 2017 وللعملية الانتخابية. كما أُحيط علماً بتصويت مجلس النواب لتعيين رئيس وزراء جديد".
وأضاف: "يذكّر الأمين العام جميع المؤسسات بالهدف الأساسي المتمثل في إجراء الانتخابات العامة في أقرب وقت ممكن من أجل ضمان احترام الإرادة السياسية لـ 2.8 مليون مواطن ليبي سجلوا للتصويت".
وكان دوغاريك قال للعربية، الخميس، إن "المنظمة لا ترفض رئاسة فتحي باشاغا لحكومة ليبيا بل تنتظر ما ستنقله لنا المستشارة الأممية في ليبيا ستيفاني وليامز".
وأوضح المتحدث أن تصريحاته السابقة حول رئيس الحكومة الليبية فهمت بالخطأ، وأوضح أن "موقفنا بشأن حكومة عبد الحميد الدبيبة ليس نهائيا"، مشيرا إلى أن وليامز تتواصل مع البرلمان الليبي.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق الخميس، استمرار دعم الدبيبة رئيساً لوزراء ليبيا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة دوغاريك، الخميس، إنّ المنظمة الدولية لا تزال تدعم الدبيبة بوصفه رئيسا للوزراء في ليبيا، وذلك بعدما عيّن البرلمان الليبي وزير الداخلية السابق باشاغا رئيساً جديداً للحكومة.
وسئل دوغاريك خلال مؤتمره الصحافي اليومي عما إذا كانت الأمم المتحدة لا تزال تعترف بالدبيبة رئيسا للوزراء، فأجاب: "نعم".
باشاغا، رئيساً لحكومة جديدة
وصوّت البرلمان الليبي بالإجماع، الخميس، على اختيار وزير الداخلية السابق، باشاغا، رئيساً لحكومة جديدة، على الرغم من رفض رئيس الوزراء الحالي، الدبيبة، التنحي من منصبه، وهو ما يفتح الباب أمام انقسام جديد وصراع بين حكومتين في البلاد.
ومن جهته، دعم مجلس الدولة في ليبيا قرار مجلس النواب اختيار باشاغا رئيسا للحكومة.
كما أعلن الجيش الليبي ترحيبه وتأييده لقرار البرلمان، وقال إن "تكليف فتحي باشاغا بتشكيل حكومة تتولى قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل، بالعمل مع الجهات النظامية العسكرية والأمنية على فرض هيبة الدولة والحفاظ على مقدراتها، والتمهيد لإجراء انتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة، إلى جانب دعم الحرب على الإرهاب".
ونجا الدبيبة، فجر الخميس، من محاولة اغتيال وسط العاصمة طرابلس. وأفادت مصادر محلية متطابقة ومقربة من رئيس الحكومة أن مجهولين أطلقوا الرصاص مباشرة على سيارته أثناء عودته إلى منزله، دون أن يتعرض لأذى.
من محاولة اغتيال الدبيبة
ويرفض الدبيبة اختيار رئيس وزراء جديد للبلاد، وأعلن أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة، رافضا أي مرحلة انتقالية جديدة في ليبيا.
يذكر أن الدبيبة كان شارك مساء الأربعاء في المظاهرات التي دعا إليها والتي خرجت لدعم بقاء الحكومة والمطالبة بإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، وعدم التمديد لمجلس النواب وللمجلس الأعلى للدولة تحت شعار "لا للتمديد ونعم للانتخابات".
والثلاثاء، أعلن الدبيبة، في خطاب وجهه إلى الليبيين، أنه لن يسمح للطبقة السياسية المهيمنة منذ سنوات للاستفراد بالمشهد والعبث بالبلاد وبمستقبل الشعب مرة أخرى.
كما وجّه انتقادات لاذعة إلى مجلس النواب، قائلاً إنه يصدر القوانين "دون نصاب، وبالتزوير، ودون رقيب في ظل غياب المحكمة الدستورية".