واجه المبعوث الأميركي للشؤون الإيرانية، وكبير المفاوضين في الملف النووي، روبرت مالي، مجموعة من الأسئلة طرحها المشرعون الأميركيون الغاضبون بسبب منح إيران إعفاءات من العقوبات مساء أمس الثلاثاء
فقد كشفت عضو الكونغرس الجمهورية، كلوديا تيني، بعد لقاء النواب مع مالي، أن الإيضاحات التي قدّمها الأخير في اجتماع مع لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب بشأن محادثات فيينا أثارت أسئلة أكثر مما أجابت
وقالت تيني "قبل اليوم، لم يمثل روب مالي أمام لجنة الشؤون الخارجية بكامل هيئتها، علنا أو سراً، للرد على أسئلتنا والتوضيح للشعب الأميركي سبب عدم تطبيق العقوبات بشكل كامل على إيران".
كما أضافت، بحسب ما نقلت صحيفة "فري بيكون" الأميركية، اليوم الأربعاء، أنها ستواصل الضغط على مالي وإدارة بايدن للتوقف عن إخفاء تفاصيل دبلوماسيتها مع إيران عن الجمهور الأميركي.
وأشارت إلى أن مالي ملزم بالرد على الشعب الأميركي، مضيفة "لهذا السبب سأستمر في الضغط من أجل جلسة استماع كاملة وعلنية". وتابعت "فيما يتعلق بمسألة مهمة لأمننا القومي مثل إيران النووية، فإن أقصى قدر من الشفافية هو السبيل الوحيد للمضي قدما".
"إدارة بايدن تتهرب"
في الأثناء، قال أحد كبار مساعدي الكونغرس الذي تم اطلاعه على الأمر ل "فري بيكون" إن إدارة بايدن تتهرب من أسئلة الكونغرس الأكثر إلحاحاً حول الصفقة، مثل مقدار الأموال التي سيتم منحها لطهران وما سيفعله النظام المتشدد في المقابل.
كما أضاف المساعد، الذي لم يُصرح له بالتحدث بشكل رسمي عن الإحاطة المغلقة، "تحتاج إدارة بايدن إلى الرد على الأسئلة الصعبة مباشرة على الشعب الأميركي والتوقف عن المراوغة".
كذلك أكد "أن خطة هذه الإدارة هي التمسك بالاتفاق النووي الفاشل، على الرغم من المخاطر الشديدة وسوء نية إيران وسلوكها". وبيّن أن "واشنطن انتقلت من موقع قوة في بداية عام 2021، إلى موقع يأسٍ كامل اليوم".
كما أضاف "قلنا منذ البداية إن المتشددين في إيران هم من يقودون هذه العملية وبعد إحاطة اليوم، لا يزال هذا رأينا".
ضغوط روسية وصينية
تأتي تلك التصريحات فيما تواصل إيران وحلفاؤها الصينيون مطالبة الولايات المتحدة بإلغاء جميع العقوبات المفروضة على اقتصاد طهران والقطاعات الأخرى تقريباً، بما في ذلك تلك التي يسيطر عليها الحرس الثوري.
يشار إلى أن قرار مالي بالمثول أمام الكونغرس أتى للحصول على إحاطة لاسيما وأن الولايات المتحدة على وشك العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 وتزويد طهران بأصول نقدية بمليارات الدولارات، وفق الصحيفة.
استئناف المحادثات
إلى ذلك، أثارت المحادثات أيضاً تدقيقاً من جانب "الصقور" في الكونغرس حيث أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الصين وروسيا تتصدران الضغط على الولايات المتحدة لقبول مطالب إيران بتخفيف العقوبات.
يذكر أن إيران طورت برنامجها النووي بشكل كبير خلال العام الماضي مع استئناف المحادثات النووية، التي استؤنفت أمس الجولة الثامنة منها في فيينا. وخصبت ما يكفي من المواد الانشطارية لتزويد قنبلة بالوقود في غضون أسابيع، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.
كما تواصل إخفاء أنشطتها النووية عن المفتشين الدوليين وتمنعهم من الوصول إلى المواقع التي تضم برنامج طهران للأسلحة النووية.