في تصريحات متفائلة بخفض التصعيد إلى حد بعيد، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أنه يتوقع عقد قمة قريبا مع قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا، بعدما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كييف.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي "نتوقع في المستقبل القريب أن يكون بإمكاننا عقد المحادثات المقبلة بين قادة صيغة النورماندي الرباعية"، في إشارة إلى المفاوضات الرامية لوضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا.
خفض التصعيد بات ممكناً
فيما رأى ماكرون أن تحقيق تقدم في المحادثات بين كل من موسكو وكييف بات "ممكنا". وأكد بعد محادثاته مع الرئيسين الروسي والأوكراني أن تحقيق تقدّم باتّجاه خفض التوتر بات متاحا.
كما اعتبر أن إمكانية دفع المفاوضات قدما بين روسيا وأوكرانيا أضحت متاحة، مضيفا أنه يرى "حلولا ملموسة وعملية" لخفض التوتر بين موسكو والغرب.
وكان ماكرون أكد خلال رحلته من موسكو إلى كييف بوقت سابق اليوم، أنه انتزع تعهدا من بوتين بعدم التصعيد، وإكمال المفاوضات من أجل التوصل لحل ينزع فتيل الأزمة المشتعلة منذ أشهر، بين روسيا من جهة، وأوكرانيا والغرب من جهة أخرى.
بوتين يندد
فيما ندد الرئيس الروسي مجددا أمس خلال لقائه نظيره الفرنسي لساعات في موسكو، برفض الدول الغربية الموافقة على شرطه وقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا وسحب جنوده ومنشآته العسكرية من أوروبا الشرقية، نافيا في الوقت عينه أن يكون هدد أوكرانيا.
كما حمل مجددا كييف مسؤولية الطريق المسدود التي توصلت إليها محادثات السلام في النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
إلا أنه أبدى في الوقت عينه ليونة، معتبرا أن "بعضا من أفكار ماكرون قد تشكل أساسا لإحراز تقدم مشترك".
صراع قديم
يشار إلى أنه منذ نهاية 2021، تتوالى الاتهامات لموسكو بحشد أكثر من مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم أو غزو.
لكنّ روسيا تنفي أي مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسّع الحلف شرقًا، ما يرفضه الأخير.
إلا أن الصراع بين كييف وموسكو تعود جذوره إلى سنوات مضت، إذ انطلق منذ العام 2014، حين شهد الشرق الأوكراني حربا بين القوات الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا، اتُهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا. وفي العام نفسه، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتشعل مزيدا من التوتر بين الطرفين.
ويعتبر الملف الأوكراني بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرار تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.