فيما لم يعلن بعد عن يوم محدد لعودة المفاوضين إلى طاولة التفاوض في فيينا، على الرغم من تأكيد أكثر من مصدر دبلوماسي أنها قريبة، أكد المبعوث الأميركي بشأن إيران، روبرت مالي، بدوره اليوم السبت أن العودة قريبة جدا.
وكشف أن الإدارة الأميركية لا تعتزم رفع كافة العقوبات عن طهران، على الرغم من التفاهم على رفع العديد منها.
كما أوضح في مقابلة مع شبكة "أم أس أن بي سي" الأميركية، أن بعض العقوبات المفروضة على طهران سابقاً لا تتعلق بالاتفاق النووي وإنما بسلوكها، في إشارة إلى دعم الميليشيات في المنطقة.
إلى ذلك، قال إن المفاوضين سيعودون إلى فيينا الأسبوع المقبل، دون أن يحدد يوما بعينه، مضيفا "أن هذا يدل على اعتقاد الإدارة الأميركية وبقية المفاوضين أن الاتفاق لم يتحول تماما إلى جثة هامدة بعد".
أما في حال عدمة التوصل لتوافق، فأشار إلى أنه سيتعين حينها التفكير بطرق أخرى للتعامل مع برنامج طهران النووي.
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، التي عارضت بقوة ولا تزال فتح باب التفازض مع السلطات الإيرانية، أكد مالي أن واشنطن تعمل عن كثب مع تل أبيب بشأن الملف النووي الإيراني، على الرغم من وجود بعض التباين في وجهات النظر.
يشار إلى أن المتحدث الرسمي الأوروبي، بيتر ستانو، كان أعلن يوم الخميس أيضا أن مفاوضات الملف النووي ستستأنف في العاصمة النمساوية خلال أيام، دون أن يحدد يوما بعينه.
"نقاط عالقة"
وكانت طهران أعلنت مطلع الأسبوع الجاري، أن هناك بعض النقاط العالقة، مما بطأ التقدم على طاولة التفاوض. وقال المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي، يوم الاثنين الماضي أن المحادثات شهدت "تقدماً ملموساً" خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إلا أنه لفت إلى أن ما وصفه بتقاعس الطرف الآخر أدى إلى إبطاء التقدم في بعض الجوانب، داعيا إلى "إسراع الخطى وتقديم المبادرات".
كما أضاف قائلا:" إذا لم يطلب الطرف الآخر أي مطالب خارج الاتفاق النووي فيمكن التوصل سريعاً لتفاهم".
"القرارات الصائبة"
إلى ذلك، حث الوفود الغربية بالعودة إلى فيينا بالقرارات الصائبة. وقال على واشنطن اتخاذ القرارات اللازمة لتسريع التوصل لاتفاق مستدام وجدير بالثقة.
يذكر أن الولايات المتحدة، فضلا عن دبلوماسيين غربيين مشاركين في المفاوضات التي انطلقت بجولتها الثامنة في ديسمبر الماضي (2021)، كانوا حذروا طهران مرارا من نفاد الوقت، كما أكدوا أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب عام 2018.
وأوضحوا أن منتصف الشهر القادم (فبراير 2022) قد يكون الموعد النهائي لمحاولة إحياء الاتفاق الذي قيّد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عن طهران.
إلا أن السلطات الإيرانية لا تزال تتمسك ببعض الشروط التي تشكل عقبة كبيرة أمام التوصل إلى حل، ومنها طلب تقديم ضمانات على عدم انسحاب الإدارة الأميركية من أي اتفاق جديد يبرم، فضلا عن رفع كافة العقوبات التي فرضت عليها، لاسيما تلك التي تتعلق بالإرهاب.