وكانت وزارة الخزانة أصدرت في 6 يناير ترخيصا سمحت بموجبه للحكومة الكورية الجنوبية بدفع 63 مليون دولار مستحقة لمجموعة انتخاب غروب Entekhab Group، وهي شركة إلكترونيات استهلاكية إيرانية كبادرة حسن نية.
ولكن إلقاء نظرة فاحصة على الطرف المقابل الإيراني يكشف علاقة محتملة بين الشركة والحرس الثوري وهو قوة عسكرية فرضت واشنطن عقوبات عليها بسبب إرهابها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وبحسب تقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية شكل تفويض إدارة الرئيس جو بايدن بإصدار الرخصة بادرة حسن نية تجاه طهران كجزء من المفاوضات النووية الجارية في فيينا. وكان من بين مطالب طهران في المحادثات الإفراج عن أكثر من 7 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة الموجودة في كوريا الجنوبية.
وجاءت الدفعة البالغة 63 مليون دولار من تحكيم لتسوية نزاع بين المستثمرين والدولة أطلقته شركة انتخاب Entekhab ضد حكومة كوريا الجنوبية في عام 2015.
وتعتبر شركة انتخاب جزءا من الإمبراطورية التجارية لعائلة دياني، التي لها مصالح تجارية في مختلف قطاعات الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية والعقارات والبناء والصلب.
واتصلت وكالة الباسيج الإخبارية بالرئيس التنفيذي لمجموعة انتخاب، محمد رضا دياني، وأطلقت عليه لقب رجل أعمال من الباسيج - أي أنه عضو في الباسيج، وهو فرع من الحرس الثوري الإيراني المنظمة الأساسية التي تنشرها طهران لقمع الاحتجاجات وفي كثير من الأحيان من خلال القوة.
وصنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني والباسيج ككيانات إرهابية عالمية خاصة، وأضافت الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية التابعة لوزارة الخارجية.
وبحسب تقارير إعلامية إيرانية، فإن عائلة دياني تسيطر على 40% من سوق الأجهزة المنزلية في إيران.
ويتمتع دياني بدعم استثنائي من مكتب المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي. وفي عام 2021، وقع دياني رسالة إلى خامنئي يطلب فيها من النظام حظر استيراد منتجات الأجهزة المنزلية من سامسونغ وإل جي إلى إيران.
وكان للشركتين وجود كبير في السوق الإيرانية لكنهما غادرتا البلاد بعد أن أعادت إدارة دونالد ترمب فرض العقوبات التي رفعتها واشنطن كجزء من الاتفاق النووي لعام 2015.
وأفاد غيابهما المنتجين الإيرانيين، الذين يريدون الآن التأكد من عدم عودة LGو Samsung.
وفي الرسالة، أطلق دياني وزملاؤه على أنفسهم جنود الثورة الإسلامية الذين يقيمون في الخطوط الأمامية للحرب الاقتصادية الأميركية ضد إيران. وأضافوا أنهم سيدافعون عن إنجازات الجمهورية الإسلامية حتى آخر قطرة دم لهم. ووافق خامنئي على الحظر وهي خطوة غير مسبوقة ضد الشركات الخاصة.
وبحسب التقرير، تُظهر قضية مجموعة انتخاب غروب Entekhab Group خطورة التعامل مع إيران وأهمية فرض معايير معززة للامتثال للعقوبات والضمانات ضد تمويل الإرهاب.
ويتابع التقرير أنه ومن خلال إعطاء الضوء الأخضر لتحويل كوريا الجنوبية للأموال إلى إيران، ربما تكون إدارة بايدن قد قامت بسابقة خطيرة وأضعفت تطبيق عقوبات واشنطن المتعلقة بالحرس الثوري الإيراني.
وقد يقرر الرئيس جو بايدن إعلان أن طهران مفتوحة بالكامل للأعمال التجارية نتيجة للمفاوضات النووية. ومع ذلك، يجب على الشركات الخاصة التفكير مليًا قبل الانخراط في مثل هذه المعاملات.
ويختم التقرير أن الإدارة الأميركية المقبلة قد تقوم بعكس مسارها وإعادة فرض العقوبات. ويمكن تحميل الشركات الخاصة المسؤولية إذا قدمت دعمًا ماديًا للكيانات المتورطة بوضوح في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أو الإرهاب أو غسل الأموال.