على الرغم من إعلان قوات سوريا الديمقراطية استسلام 250 عنصرا من تنظيم داعش بعد الهجوم الإرهابي الكبير الذي استهدف الأسبوع الماضي سجن غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا، وتطهير القسم الأخير من المكان، إلا أن تحذيرات خطيرة طفت خلال الساعات الماضية.
فقد حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان، من احتمال وقوع "مذبحة" إذا لم تكن هناك عملية تبادل ومفاوضات، حيث يُعتقد أن العشرات من عناصر داعش ما زالوا مختبئين داخل السجن إلى جانب الحراس المحتجزين كرهائن ومعهم مئات من الأطفال.
وأضاف المرصد أن المحادثات جارية لإنهاء المواجهة، لكن مذبحة ستحدث وسيُقتل فيها مئات الأشخاص إذا لم يكن هناك اتفاق للتبادل.
في حين سلّم ما لا يقل عن 300 شخص أنفسهم الاثنين الماضي، مع دخول قوات كوماندوز تابعة لقوات سوريا الديمقراطية إلى السجن.
166 قتيلاً حتى الآن
وكان مسلحو تنظيم داعش قد شنوا هجوما على السجن الخميس الماضي، في محاولة لتنفيذ عملية هروب جماعي لعناصر وقيادات بالتنظيم، فقُتل أكثر من 166 شخصا في الاشتباكات التي أعقبت الهجوم، بما في ذلك 114 من الدواعش و45 من قوات سوريا الديمقراطية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدى الاستيلاء على السجن إلى نشوب معركة كبيرة، نفذ خلالها التحالف الدولي ضربات جوية ونشر عربات مصفحة لدعم قوات سوريا الديمقراطية.
700 صبي دون الـ12 عاماً
وبحلول ليلة الاثنين، طوقت قوات خاصة من قوات سوريا الديمقراطية السجن في محاولة لاستعادة الجناح الشمالي، حيث كان المئات من المسلحين والسجناء متحصنين مع عدد من الحراس الذين أخذوهم رهائن.
ويُعتقد أيضا أن مسحلي داعش يحتجزون حوالي 700 صبي، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 12 عاما، تم نقلهم سابقا إلى سجن غويران من معسكرات اعتقال عائلات مسلحي التنظيم المشتبه بهم، لتجاوزهم مرحلة الطفولة.
كما اتهمت قوات سوريا الديمقراطية تنظيم داعش باستخدام الأطفال "كدروع بشرية" وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه قلق للغاية على سلامتهم وأمنهم.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي، الثلاثاء، أن عملية استعادة السيطرة الكاملة على السجن تسير ببطء لأن التحالف كان أكثر اهتماما بتحرير الأسرى وحمايتهم.
كما أعلن المتحدث عن أن ما يصل إلى 45 ألفا من سكان الحسكة فروا من منازلهم هربا من الاشتباكات.
يذكر أن سجن غويران يضم نحو 4000 رجل وصبي من عناصر التنظيم، تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية.
وتمكن العشرات من السجناء من الفرار بعد الهجوم الذي عدّه مراقبون الأخطر على الإطلاق لشدة تنظيمه، والأكثر جرأة منذ هزيمة التنظيم والقضاء قبل سنوات.