وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "تقديري هو أننا نسير في الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق نهائي"، مشيراً إلى تقدم "محدود" في عدد من القضايا، وفق رويترز.
كما أضاف أن "قلقي الأكبر يتعلق بالتوقيت أكثر من المحتوى. لدي شعور بأننا نسير ببطء شديد. سيكون خطأ فادحاً إذا لم نتوصل إلى حل مناسب بسبب التوقيت".
كذلك أوضح، دون خوض في التفاصيل، أنه "ومع ذلك أعتقد أنه سيكون لدينا اتفاق... عاجلاً وليس آجلاً".
"في أقرب وقت ممكن"
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أن الأطراف الغربية المشاركة في المحادثات النووية أكدت ضرورة إنهاء المفاوضات الجارية بالعاصمة النمساوية في "أقرب وقت ممكن".
كما أضاف أوليانوف على حسابه في تويتر أن موسكو تشارك الأطراف الغربية هذا الموقف، إلا أنها ترفض "المواعيد النهائية المصطنعة".
"لحظة حاسمة"
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وحلفاء بلاده الأوروبيون قد أعلنوا أنه لا يزال بالإمكان إعادة إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، لكنهم حذروا من أن "الوقت بدأ ينفد"، وذلك إثر محادثات أجروها الخميس في برلين.
كذلك قال بلينكن في تصريح للصحافيين عقب محادثات أجراها مع نظرائه الأوروبيين: "يمكنني القول إننا شهدنا تقدماً متواضعاً في الأسابيع الأخيرة من المحادثات" الجارية في فيينا والرامية إلى إنعاش الاتفاق المبرم في العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وبالتالي "تقييمي بعد محادثاتي مع الزملاء، أن العودة إلى الامتثال المتبادل لا يزال ممكناً".
كما أقر بأن المفاوضات أمام "لحظة حاسمة"، مؤكداً أن "الوقت ينفد" للتوصل إلى اتفاق.
"تشارف على الإغلاق"
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في تصريحات أدلت بها خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بلينكن على أهمية تحقيق "تقدم عاجل" في المحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران. وقالت للصحافيين في برلين إن "النافذة لإيجاد حل تشارف على الإغلاق"، مضيفة أن "المفاوضات في مرحلة حاسمة. نحتاج إلى تقدم عاجل للغاية، وإلا فلن ننجح في التوصل إلى اتفاق مشترك".
من جهته، شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، المشارك في المحادثات التي عقدت في برلين على أن المفاوضات مع طهران "لا يمكن أن تمضي بهذا البطء". ووصف التقدم الذي تم إحرازه في المحادثات بأنه "جزئي وخجول وبطيء"، فيما لفت إلى ضرورة "تسريع الوتيرة" وإلا فستكون النهاية الحتمية لخطة العمل الشاملة المشتركة، في إشارة إلى الاتفاق باسمه الرسمي.
والأسبوع الماضي لفت بلينكن إلى أن "بضعة أسابيع بقيت" فقط لإنقاذ الاتفاق، وأن بلاده على استعداد للنظر في "خيارات أخرى" في حال فشلت المحادثات.
انطلقت العام الماضي
يذكر أن المفاوضات لإحياء الاتفاق التاريخي المبرم بين طهران والدول الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) كانت انطلقت العام الماضي، لكنها علقت في يونيو بعد انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران. واستؤنفت المحادثات في نوفمبر.
وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. غير أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.
من جهتها، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي. وتسعى إيران إلى الحصول على ضمانات برفع العقوبات وبأن واشنطن لن تنسحب منه مجدداً.
من جانبها تشكو الدول الغربية من بطء التقدم المحرز في المحادثات في حين تسرّع إيران وتيرة أنشطتها النووية، وعلى سبيل المثال زيادة تخصيب اليورانيوم. ويطالب الغرب إيران باتخاذ خطوات عدة بما في ذلك التخلص من أجهزة الطرد المركزي المتطورة.