شقران الرشيدي- سبق- الرياض: نبّه كثيرٌ من التقارير الإعلامية الدولية إلى تزايد قلق المسلمين في سريلانكا من جرّاء تصاعد أحداث العنف الأخيرة، والتهديدات التي تقوم بها جماعة الـ "بودو بالاسنا" البوذية المتطرفة، التي أحرقت بعض المساجد، وهدّدت بتحطيم محال المسلمين، وشنّت حملاتٍ إلكترونيةً لمقاطعة تجارتهم، ودعت إلى عدم التعامل معهم وإبادتهم أو طردهم من الجزيرة نهائياً.
وحذّر كثير من المنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية من وقوع أحداث عنفٍ عنصريةٍ جديدةٍ ضدّ المسلمين السريلانكيين على غرار ما يحدث في بورما على أيدي البوذيين.
وكشفت التقارير الإعلامية عن قيام الرهبان البوذيين السريلانكيين المتشدّدين، أخيراً، بمظاهراتٍ احتجاجيةٍ حاشدةٍ تطالب بإزالة عددٍ من المساجد، ومنها مسجد حي "ماوات وأويا" من منطقة "أنور اذابورا"، وكذلك تعديهم بالحرق على بعض دور تحفيظ القرآن بحجة أن إنشاء بعضها غير قانوني، وقيامهم بحرق مسجديْن منها حادثة عيد الأضحى المبارك الماضي الشهيرة بداعي أن المسجد يقوم بذبح الحيوانات (!!).
واعتبرت جهات دولية أن تلك الممارسات إرهاصات لبداية أحداث عنفٍ جديدةٍ ضدّ المسلمين السريلانكيين – على حد وصفها -.
وتؤكّد التقارير أن المتتبع لما يدور في المجتمع السريلانكي يلاحظ انتشار حملاتٍ عنصريةٍ إلكترونية ترافقها هتافاتٌ، وشعارات عدائية من الأغلبية البوذية ضدّ الأقلية المسلمة في سريلانكا؛ انطلقت – كما تشير التقارير الإعلامية - من مدينة "بادولا" بمحافظة "أووا"، وانتشرت في مختلف المناطق ولا تزال تتفاعل في مختلف أنحاء سريلانكا، مثل مدينتَيْ "جامبلا"، و"كاندي" الرئيستين وغيرهما، وهذه الحملات تدعو عبر النشرات، واللافتات ومظاهرات الاحتجاج، والرسائل القصيرة وغيرها؛ إلى مقاطعة المسلمين اقتصادياً وعدم الشراء من محالهم، وعدم بيع الأراضي والممتلكات لهم، وعدم العمل لديهم، ما أدّى إلى إفلاس عددٍ منهم، مع تصويرهم على أنهم إرهابيون وطغاة وقساة القلوب، وتكريس التخوّف من سيطرة المسلمين على سريلانكا بسبب تزايدهم السكاني.
كما تمارس الجماعات البوذية أساليب تتنامى بشكلٍ واضحٍ من خلال دعواتها للعنف والتطرف بمساعدة بعض وسائل الإعلام السريلانكية البوذية المتطرفة.
من جانبهم اتهم بعض المسلمين السريلانكيين الحكومة السريلانكية بالوقوف مع هذه الحملات والتزامها الصمت تجاهها، وعدم اتخاذها أي مبادرةٍ لمواجهتها وتفعيل القانون، محذّرين من عاقبة تجاهل هذه الممارسات المعادية، والتي تزيد من عزلة "سريلانكا" عن المجتمع الدولي، وتستهدف نشر الكراهية والعداء للمسلمين، وافتعال التوتر بين العرقيات الدينية بالبلاد.
يُشار إلى أنه خلال 30 عاماً من الحرب الأهليَّة بين جبهة نمور التاميل للتحرير والحكومة المركزيَّة وقف مسلمو الجزيرة مع الحكومة ضد "نمور التاميل"، ما أدّى إلى قيام التاميل المتطرفين بارتكاب مذبحةٍ كبيرةٍ ضدّ المسلمين عام 1990م، حيث قام أعضاء هذه المنظمة بإطلاق النار على عددٍ غفيرٍ من المسلمين، وهم يؤدون الصلاة داخل المسجد، إضافة إلى قيامهم بعددٍ من عمليات القتل والتشريد، وقد تسبّبت هذه الهجمات في قتل وتشريد 100 ألف مسلم من المناطق الشمالية، وحوّلت المسلمين إلى لاجئين في أراضيهم، إضافة إلى هدم وتدمير أكثر من 200 مسجدٍ تاريخي في مناطق المسلمين.
جدير بالذكر أن المسلمين يقدرون بنحو 7 % من سكان سريلانكا، أي في حدود مليونَي مسلم من أصل 22 مليون نسمة عدد سكان سريلانكا.
ويتحدّث معظمهم لغة التاميل، وتقدر مساجدهم بـ 2000 مسجدٍ موزعة على المدن المهمة والقرى التي ينتشرون بها.
ويحتاجون إلى الدعم المادي، والتعليمي، والكتب باللغة المحلية، وتنشيط المدارس، ومساعدة اللاجئين والأيتام.