وأبدت الولايات المتحدة، في وقت سابق الجمعة، استعدادها لبحث اقتراحات روسيا الهادفة إلى الحد من نفوذ واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في محيطها المجاور، لكنها حذرت في الوقت نفسه من "تداعيات كبيرة" في حال جرى تدخل عسكري روسي في أوكرانيا.
وصرح مسؤول أميركي كبير لم يشأ كشف هويته قائلا: "نحن مستعدون للمناقشة" رغم أن "وثائق (اقتراحات المعاهدات التي أعلنتها روسيا) تتضمن بعض الأمور التي يعلم الروس أنها مرفوضة"، محذرا من "تداعيات كبيرة، كبيرة إذا حصل عدوان إضافي على أوكرانيا"، بحيث "سيكون الثمن باهظا جدا".
وأوضح أن الولايات المتحدة ستقدم "الأسبوع المقبل اقتراحا ملموسا في شكل أكبر" حول شكل المحادثات بعد التشاور مع حلفائها الأوروبيين.
وتتصل بعض الاقتراحات الروسية بالعلاقات مع حلف شمال الأطلسي فيما تعني أخرى الأعضاء الـ57 في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم أيضا أوكرانيا وجورجيا، فضلا عن اقتراحات تتعلق بمناقشة قضايا نزع السلاح التقليدي على مستوى ثنائي، بحسب المسؤول.
وأضاف: "نفكر إذن في كيفية القيام بذلك في شكل تجلس الدول المعنية إلى طاولة المفاوضات وبحيث يشارك كل من لديهم مصالح حين نتحدث عن الأمن الأوروبي".
وتابع المسؤول الأميركي: "أعتقد أنه ستكون لدينا أيضا قائمة بالمواضيع التي تثير القلق بالنسبة إلى سلوك روسيا"، لافتا إلى "أننا سنحملها إلى طاولة المفاوضات".
مطالب موسكو
هذا ونشرت روسيا، الجمعة، مسودات اتفاقيات أمنية تطالب باستبعاد أوكرانيا ودول أخرى في الجوار من الانضمام إلى حلف الناتو، وأيضا فرض قيود على القوات والأسلحة في أوروبا.
أيضا تدعو الوثائق التي قدمتها موسكو للولايات المتحدة وحلفائها في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى فرض حظر على نشر السفن الحربية والطائرات الأميركية والروسية في المناطق التي تستطيع منها ضرب أراضي الطرف الآخر.
ويأتي نشر مسودات الاتفاقيات في خضم توترات حادة بشأن حشد القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، مما أثار مخاوف أوكرانية وغربية من غزو محتمل.
ونفت موسكو مزاعم التخطيط لمهاجمة جارتها، ولكنها طالبت الغرب بتقديم مجموعة من الضمانات القانونية التي تحول دون توسع الناتو لضم أوكرانيا ونشر أسلحة الحلف هناك، وهو ما رفضه حلف شمال الأطلنطي.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، إن علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي قد اقتربت من "نقطة خطيرة"، مشيرا إلى أن عمليات نشر الحلف لقواته وإجراء تدريبات قرب حدود روسيا، أثارا تهديدات "غير مقبولة" لأمنها.
وتضم مسودات الاتفاقيات - اتفاقية أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومعاهدة أمنية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (ناتو)- التزامات بسحب الأسلحة والاحجام عن إجراء التدريبات قرب الحدود بين روسيا والدول الأعضاء في الحلف.
وقال ريابكوف للصحافيين إن موسكو اقترحت أن تبدأ الولايات المتحدة على الفور محادثات حول المسودات المقترحة في جنيف.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أثار مسألة طلب الضمانات الأمنية خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي.
وخلال المحادثة، أعرب بايدن عن قلقه بشأن تعزيز الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا، وحذره- بوتين- من أن روسيا ستواجه "تداعيات وخيمة" إذا هاجمت موسكو جارتها.