أكد مسؤول أميركي أن بلاده سترد على أي تصعيد نووي إيراني، مضيفاً أن واشنطن لا تتوقع اجتماعاً خاصاً لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا العام، إذا نُفذ اتفاق الوكالة مع إيران بشأن استبدال كاميرات المراقبة في ورشة لقطع غيار أجهزة الطرد المركزي.
وأوضح المسؤول مشترطاً عدم نشر هويته لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، "إذا نُفذ (الاتفاق) كما هو متفق عليه مع المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية)، فلن نتوقع أن تكون هناك حاجة لاجتماع خاص لمجلس المحافظين بشأن هذه المجموعة من القضايا قبل نهاية العام".
كما تابع قائلاً "بالطبع إذا حدث أي تصعيد نووي جديد، فسنتصرف وفقاً لذلك".
تسريع المفاوضات
في موازاة ذلك، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن وفود بلاده والصين وإيران اجتمعت مجددا اليوم الأربعاء، ضمن المحادثات النووية في العاصمة النمساوية.
وأضاف أوليانوف عبر حسابه على تويتر أن الاجتماع شهد تبادلا للآراء حول كيفية تبسيط وتسريع المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
في وقت لاحق، وصف أوليانوف الاتفاق المعلن اليوم بين إيران والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي حول منشأة كرج النووية بأنه "مساهمة قيمة للغاية" في مفاوضات فيينا.
اتفاق حول منشأة كرج
وكانت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى اتفاق حول استبدال معدات مراقبة متضررة في منشاة كرج المخصصة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غرب طهران.
يأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من التباين والمباحثات بين طهران والوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن المنشأة النووية، ما أثار انتقادات ومآخذ من الدول الغربية حيال إيران.
كما يتزامن مع المباحثات الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، والهادفة لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه قبل ثلاثة أعوام.
وذكرت وكالة "نور نيوز" الإخبارية التي تعد مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنه "في بادرة حسن نية، سمحت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب كاميرات جديدة لتحل محل تلك التي تضررت خلال عملية تخريبية" استهدفت منشأة كرج النووية.
من جانبها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، في بيان أنه "عقب اتفاق تم التوصل إليه الأربعاء بين المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي"، فإن الوكالة الدولية بصدد نصب "قريباً كاميرات مراقبة جديدة في موقع كرج المصنع لأجهزة الطرد المركزي".
قضية كاميرات المراقبة
يشار إلى أن طهران أعلنت في 23 يونيو (حزيران) الماضي إحباط عملية "تخريب" طالت أحد المباني التابعة لمنظمة الطاقة الذرية غرب طهران، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلفها. وأفادت وسائل إعلام إيرانية في حينه بأن المبنى المستهدف كان منشأة كرج.
وأدت العملية إلى تضرر كاميرات مراقبة تابعة للوكالة الدولية منصوبة في المنشأة، وتأتي في إطار برامج التفتيش والمراقبة التي تعتمدها الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
في 23 نوفمبر (2021) زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران سعياً لحل قضية كاميرات المراقبة، مؤكدا أنها "قضية في غاية الأهمية".
وكان قد أعلن أن عدم استبدال الكاميرات الأربع المتضررة "أثر بشكل خطير على قدرة المراقبة (لأنشطة موقع تيسا) وهو أمر ضروري للعودة إلى الاتفاق النووي".