حرمت المشاكل الصحية الخاصة بالقلب، العديد من اللاعبين من مواصلة الركض على العشب الأخضر، وقد يصبح سيرجيو أغويرو لاعب برشلونة الإسباني آخر الأسماء التي أجبرت على التوقف، إذ سيعقد المهاجم الأرجنتيني مؤتمرًا صحافيًا، الأربعاء، لتحديد مستقبله.
وعانى أغويرو من آلام في الصدر خلال مباراة برشلونة وألافيس نهاية أكتوبر الماضي وأوصاه الأطباء بالراحة لمدة ثلاثة أشهر قبل العودة مجددًا، لكن معظم التقارير الصحافية الإسبانية أكدت أن مسيرته مع كرة القدم وصلت إلى نهايتها.
ولا تغيب عن ذاكرة مشجعي كرة القدم بداية يورو 2020 المأساوية، حينما سقط كريسيتان إريكسن قائد منتخب الدنمارك أرضًا في أولى مباريات الفريق في البطولة أمام فنلندا، بعدما توقف قلبه، إذ دام سقوط إريكسن ما يقارب من 15 دقيقة، وتلقى صدمات كهربائية سريعة من أطباء المنتخب بعدما هرع إليه زميله سيمون كايير وتأكد من عدم بلع لسانه.
ولا يزال موقف اللاعب غامضًا، باستكمال مسيرته الكروية من عدمه، إذ بدأ تدريبات فردية في وقت سابق من ديسمبر الجاري في بلاده رفقة مساعد خاص، للمرة الأولى منذ تعرضه للأزمة منذ حوالي 6 أشهر، فيما نصح طبيب إريكسن السابق سانجغاي شارما المتخصص في الطب الرياضي والذي عمله معه من قبل في توتنهام، اللاعب باعتزال اللعبة، قائًلا: لقد توفى لبضعة دقائق في اليورو، هل ننصحه بالعودة إلى الملاعب مجددًا؟ الإجابة لا.
وتابع: لا أعتقد أنه يجب عليه أن يخوض مباراة احترافية أخرى، لو كان يلعب في إنجلترا لمنعناه من ذلك.
ولفتت تلك الحادثة نظر اتحادات كرة القدم والأندية إلى ضرورة زيادة الاهتمام بصحة اللاعبين، وإجراء المزيد من الفحوصات الخاصة بالقلب، إذ كشف أطباء من مؤسسة القلب البريطانية أن الفحص الدوري للاعبين قد يساعد في اكتشاف المشاكل القلبية مبكرًا قبل حدوث مضاعفاتها، وشدّدوا على ضرورة معرفة كل لاعب بتاريخ أسرته الطبية، خاصةً إذا توفي فرد من عائلته بأزمة مفاجئة قبل سن الخمسين.
وسلّطت زيادة حالات الأزمات القلبية بين اللاعبين الضوء على أهمية وجود أطقم طبية جاهزة للحاق بها فورًا إذا حدثت في الملاعب، إذ أثبتت الدراسات إنه مقابل كل دقيقة ضائعة بعد إصابة اللاعب بازمة قلبية، هناك انخفاض بنسبة 7% في احتمال نجاته.
ويتذكر متابعو الكرة الإنجليزية حادثة فابريس موامبا لاعب بولتون واندرز الأسبق، حينما توقف قلبه خلال مباراة فريقه أمام توتنهام هوتسبير في مارس 2012.
وتوقف قلب موامبا لمدة 78 دقيقة، مما دفع هاورد ويب حكم اللقاء لإلغائه، لكن تدخل الطاقم الطبي السريع للفريقين بالصدمات الكهربائية والعناية الإلهية ساعدا قلبه على النبض مرة أخرى.
وكشف الأطباء حينها أن موامبا كان محظوظًا، لأن طاقم توتنهام الطبي في ملعب "وايت هارت لين" كان مستعدًا للتعامل مع تلك الحالات، وبدأوا في إنعاش قلبه بسرعة، حيث أن تأخير الإنعاش يقلل من فرص النجاة 10%.
وأمضى اللاعب 4 أسابيع في العناية المركزة بالمستشفى، قبل أن يوافق الطاقم الطبي على خروجه، ليعود إلى "ملعب ريبوك" الذي شهد الحاثة، ملقيًا خطابًا عاطفيًا شكر خلاله الأطباء والجماهير على مساندته، ومعلنًا اعتزاله كرة القدم.
وأجبرت مشاكل القلب، إيكر كاسياس أسطورة ريال مدريد ولاعب بورتو السابق على تعليق قفازاته، بعدما أصيب بأزمة قلبية في مايو 2019 خلال تدريبات النادي البرتغالي.
ولم يلعب بطل العالم 2010 أي مباراة رسمية منذ ذلك الحين، حتى أعلن اعتزاله عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر برسالة عاطفية: وداعًا لرياضة حياتي، في أغسطس 2020.
وضمّت قائمة اللاعبين الذين حُرموا من استكمال مسيرتهم بسبب الأزمات الصحية، روبن دي لاريد، لاعب ريال مدريد وخيتافي الأسبق.
وسقط دي لا ريد مغشيًا عليه خلال مباراة "الميرينغي" أمام ريال يونيون في كأس الملك، والتي أقيمت بعد شهور قليلة من تتويجه بطلًا لأوروبا مع منتخب إسبانيا عام 2008.
وأكد الأطباء أن اللاعب لا يعاني من مشكلة قلبية خطرة، لكنه يعاني من إصابة مزمنة، ونصحوه بترك الملاعب، ليظهر اللاعب في مؤتمر مشترك بعد الحادث بسنتين مع جورجي فالدانو المدير العام السابق لريال مدريد معلنًا اعتزاله بعمر الـ25 عامًا فقط.