فيما لا تزال الهجمات الحوثية مستمرة على محافظة مأرب، الواقعة شمال اليمن، والتي تضم ملايين النازحين، عمد الآلاف منهم إلى الفرار من جحيم النار والقذائف الحوثية.
ففي مخيم السميا الصحراوي شرق مدينة مأرب، تتكدس عائلات هربت نتيجة هجمات الحوثيين منذ أشهر، في خيام حيث تجد نفسها مضطرّة لتقاسم الموارد الشحيحة أصلا.
فقد استقبل هذا المخيم أعدادا كبيرة من النازحين الذين فروا من المديريات الواقعة جنوب مأرب وهي مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
من بين هؤلاء، علي يحيى هيبة، الذي لم يجد خيارا سوى الفرار مرة أخرى مع زوجته وأطفاله السبعة إلى المخيم هربا من القتال حول مأرب لتتشارك عائلته خيمة واحدة مع عشرات الأشخاص.
صقيع الصحراء
فيما لا يملك هيبة البالغ 39 عاما سوى بطانيتين ليحمي أفراد أسرته من برد الصحراء القارس ليلا.
وفي السياق، قال معبرا عن مأساته "انظروا إلى الصحراء إنها جزء من صحراء الربع الخالي. لا يوجد فيها خدمات إنسانية. ليس لدينا مدارس ولا مستشفيات ولا أي خدمات".
كما أضاف بحسرة لوكالة فرانس برس "نعاني الكثير .. فلا يمكننا إقامة ساتر في الخيم ولا نملك القدرة الكافية حتى على إقامة حمام". وتابع "كل ثلاثة إلى أربعة أطفال يستخدمون بطانية واحدة".
بدوره، وصف علي أحمد عبد الله حاله قائلا "نزحنا مرتين أو ثلاث مرات ولم تصلنا أي بطانيات أو فرشات. البرد يوشك أن يقتلنا..".
لا ملابس أو أغطية
من جهتها، أوضحت منظمة الهجرة الدولية أن نحو 1200 أسرة يمنية استقرت هذا الشهر في المخيم بعد أن كان يضم فقط 60، مشيرة إلى أنها بدأت مؤخرا بتوفير الخدمات هناك، مثل توزيع مواد الإغاثة الطارئة ونقل المياه بالشاحنات وبناء المراحيض وخزانات المياه".
لكن مع اقتراب أشهر الشتاء، يتزايد القلق على أحوال النازحين، لاسيما أن الكثيرين منهم لا يملكون الملابس أو الأغطية والمواد الأساسية التي يحتاجونها للبقاء آمنين ودافئين، خاصة أولئك الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة غير مجهزة لحماية الناس من العوامل الجوية"، بحسب المنظمة.
يذكر أن مدينة مأرب لطالما اعتبرت بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا منذ انطلاق الهجمات الحوثية على المحافظة الغنية بالنفط، في فبراير الماضي في مرمى النيران.