وفي أعقاب إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي عام 2018، قامت إيران بتخصيب كميات صغيرة من اليورانيوم بنسب تصل إلى 60%، وهي أعلى مستوى لها على الإطلاق وتقترب من مستويات تصنيع الأسلحة التي تصل إلى 90%.
ورغم تأكيد إيران على سلمية برنامجها النووي، حذرت إسرائيل مراراً من أنها لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وهناك شبهات حول قيامها باستهداف البرنامج الإيراني.
في غضون ذلك، أبدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استعدادها للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنها حذرت من أن الوقت ينفد.
كل هذا يثير مخاطر مواجهة أوسع نطاقاً مع إيران، التي اتخذت مساراً أكثر تشدداً في عهد الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، أحد المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وزار غروسي اليوم الثلاثاء منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران، في ثالث زيارة من نوعها منذ فبراير الماضي. وذكرت وكالة "إرنا" الرسمية أن غروسي بدأ محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد فرضت في عام 2008 عقوبات على إسلامي "لمشاركته أو صلته المباشرة أو تقديم الدعم لأنشطة إيران النووية وتطوير الصواريخ القادرة على حمل أسلحة نووية".
وبعد اللقاء مع إسلامي، قال غروسي إنه يريد تعزيز التعاون مع إيران خلال محادثاته في طهران، مضيفاً: "نسعى للتوصل إلى أرضية مشتركة مع إيران".
وأضاف غروسي: "الوكالة تسعى لمواصلة وتعميق الحوار مع الحكومة الإيرانية.. اتفقنا على مواصلة عملنا المشترك بشأن الشفافية، وسيستمر ذلك".
من جهته، قال إسلامي إن طهران عازمة على حل القضايا الفنية مع الوكالة الدولية دون "تسييس الأمر". وأضاف إسلامي: "بعض الأسئلة أُثيرت بناءً على وثائق نشرها أعداؤنا. تمت الإجابة على هذه الأسئلة".
ومن المقرر أن يلتقي غروسي في وقت لاحق اليوم، للمرة الأولى، وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، المسؤول عن الملف النووي في الحكومة الإيرانية الجديدة.
وعبّر غروسي على حسابه على "تويتر" أمس الاثنين عن أمله في "معالجة الأسئلة العالقة مع المسؤولين الإيرانيين".
وكتب غروسي: "آمل في إنشاء قناة مثمرة وتعاونية للحوار المباشر حتى تتمكن (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) من استئناف أنشطة التفتيش الرئيسية في البلاد".
وبموجب اتفاقية سرية أطلق عليها "بروتوكول إضافي" مع إيران، تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجمع وتحليل الصور من سلسلة من كاميرات المراقبة المثبتة في المواقع النووية الإيرانية. وقد ساعدت تلك الكاميرات في مراقبة برنامج طهران لمعرفة مدى التزامها بالاتفاق النووي.
وقبل ساعات من وصول غروسي، كان الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قد أعرب عن أمله في أن تكون الزيارة "بنّاءة". وقال: "لطالما أوصينا الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار التعاون الفني معنا وعدم السماح لبعض الدول باستغلالها لأغراض سياسية ولتمرير أجندتها".