في محاولة لحسم الصراع الدائر داخل جماعة الإخوان بين جبهتي لندن بقيادة إبراهيم منير، وجبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، وتفاقم الأزمة ووصولها للانشقاقات الرسمية، وسيطرة كل جبهة على ما تحت أيديها من شركات واستثمارات مالية ومنصات إعلامية، خرج أمس الجمعة يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية للجماعة والمسؤول عن استثمارات الجماعة في غالبية بقاع العالم بتصريحات جديدة حاول فيها حسم الصراع لصالح إبراهيم منير وقيادات لندن.
وقال ندا إن القيادات التاريخية للجماعة والمتواجدة في السجون المصرية حسموا الأمر منذ سنوات، وأكدوا أنه في حالة اعتقال محمود عزت القائم بعمل المرشد، يتم اعتماد إبراهيم منير مكانه، مضيفا أن منير يتمتع -وفق وصفه- بخلق طيب وعلاقات ممتدة وواسعة، ويعرفه الجميع منذ أن كان معتقلا في السجون المصرية منذ الستينيات.
ووصف ندا منير بالرجل الطيب الذي كان يحظى بثقة مرشدي الجماعة ابتداء من حامد أبو النصر رابع مرشدي الجماعة، وثقة المرشدين بعده، وهم مصطفى مشهور ومهدي عاكف ومحمد بديع، مشيرا إلى أن منير كان مسؤولا عن الإخوان في بريطانيا، ومن بعدها الإخوان في أوروبا، ثم مسؤولا عن الإخوان خارج مصر، ثم أصبح مسؤولا عن الإخوان في الداخل والخارج وفق توصيات قادة الجماعة.
وحاول ندا تزكية منير في الصراع وحسم الأمور لصالحه بقوله، إن منير يرعى مصالح الجماعة أكثر من نفسه وأسرته، متوسلا لشباب وعناصر الجماعة بعدم الانسياق لما وصفها بالفتنة، ومطالبا بضرورة اعتزالها، وعدم تكرار ما حدث سابقا، عندما انشقت مجموعة من شباب الجماعة في الأربعينيات وكونوا جبهة عرفت باسم شباب محمد.
وفي سياق متصل، تفاقمت الصراعات داخل الإخوان وتعمقت وأسفرت عن وجود جناحين وجبهتين فعليا، ولكل جبهة منصات إعلامية وموقع إلكتروني بل ومجلس شورى عام.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها "العربية.نت" فقد كون منير وقيادات التنظيم الدولي بلندن مجلس شورى جديدا للجماعة، ليحل محل مجلس الشورى العام الذي يستند إليه محمود حسين وقادة جبهة إسطنبول في رفض قرارات منير وتجميدها، منهم قيادات للجماعة في كندا.
وأطلق منير على التشكيل الجديد اسم مجلس شورى الخارج، ردا على تشكيل مجلس حسين المسمى بمجلس شورى الداخل، وبناء على ذلك قرر منير، يدعمه في ذلك محمود الإبياري ومحمد البحيري القياديان في التنظيم الدولي، تجميد وتهميش عدد من قيادات الإخوان الموالين لحسين وجبهة إسطنبول بلغ عددهم حتى الآن نحو 62 قيادة.
تاريخ من الانشقاقات
وقبل أيام عقدت جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين اجتماعا لمجلس الشورى العام، ونوقش فيه طلب حسين بعدم التطبيق المباشر للمادة 5 من اللائحة العامة للجماعة، والتي تقضي بتوليه مهمة القائم بالأعمال، وطلب ضرورة تفعيل العمل المؤسسي بإحالة الأمر إلى مجلس الشورى العام لاتخاذ القرار.
وقرر المجلس تشكيل لجنة مؤقتة يختارها مجلس الشورى العام تقوم بعمل المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر أو اتخاذ المجلس قرارا بتحديد القائم بالعمل أيهما أقرب، وتكون مرجعيتها في القرارات مجلس الشورى العام وهو ما يعني عدم وجود إبراهيم منير وقيادات التنظيم الدولي في كل ما يخص جماعة الإخوان.
يشار إلى أن جماعة الإخوان تشهد في الآونة الأخيرة سلسلة من الصراعات بين الجبهتين المتصارعتين قد تنتهي بالجماعة لفصيلين رسميا على غرار ما حدث في نهاية الثلاثينيات، حيث أعلنت مجموعة من شباب الجماعة وقتها انفصالهم عن التنظيم وأطلقوا على أنفسهم "شباب محمد"، بقيادة المحامي محمد عطية خميس، تلاه انشقاق آخر كبير وقع في العام 1945 إثر تورط عبد الحكيم عابدين صهر حسن البنا مؤسس الجماعة في فضائح جنسية، وكان أبرز المنفصلين أحمد السكري شريك البنا في تأسيس التنظيم والذي انفصل عن الجماعة بعد رفض البنا معاقبة زوج شقيقته. وكان هذا الانشقاق هو الأكثر قوة وتأثيرا لخروج قيادات بارزة من الجماعة.
وشهدت الجماعة في الخمسينيات انشقاقا آخر عندما انفصل قائد التنظيم السري عبد الرحمن السندي، وعدد من كبار مساعديه، ثم حدث انشقاق آخر في التسعينيات، حيث انشق 100 شخص بقيادة محمد رشدي.
وقررت الجماعة فصل عدد كبير من قياداتها خلال السنوات الأخيرة مثل عبدالمنعم أبو الفتوح لترشحه للرئاسة ضد مرشح الجماعة محمد مرسي، وأبو العلا ماضي لتأسيسه حزب الوسط، ومحمد حبيب نائب المرشد، وإبراهيم الزعفرانى وغيرهم.