أكد مؤتمر باريس الدولي من أجل ليبيا على الاحترام الكامل لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية.
وأثنت الدول المشاركة في المؤتمر، اليوم الجمعة، على التزام المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية بضمان إنجاح عملية الانتقال عن طريق إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر المقبل، وفق البيان الختامي الذي نشرته السفارة الفرنسية بليبيا.
عقوبات على المعرقلين
كما شددت على أهمية التزام جميع الجهات الليبية الفاعلة بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة وجامعة تتسم بالمصداقية في موعدها.
ودعت الجهات الليبية الفاعلة والمرشحين الليبيين على الالتزام باحترام حقوق خصومهم السياسيين وقبول نتائج الانتخابات. وهددت بفرض عقوبات على الأفراد الذين "سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوض نتائج" الانتخابات سواء كانوا داخل ليبيا أو خارجها.
إلى ذلك أشادت بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عبر خطة العمل الشاملة، التي أعدتها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوى الأجنبية من البلاد، معبرة عن دعمها للخطة.
تعديل قانون الانتخابات
من جهته دعا رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، في كلمته أمام مؤتمر باريس، للعمل على حث "الأجسام التشريعية" على تعديل قانون الانتخابات بشكل توافقي يحقق العدالة والشمولية وتكافؤ الفرص، وفق وسائل إعلام محلية.
وشدد الدبيبة، في كلمته التي نشرها الحساب الرسمي للحكومة على فيسبوك، على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن وعدم تأخير إحداهما.
كما أشار إلى ضرورة وضع معايير لفرض عقوبات على من وصفهم بـ"معرقلي الانتخابات"، ومن يرفض نتائجها دون استثناء.
كذلك أكد على دعم لجنة اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) من أجل إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.
ديمقراطية شاملة
من جانبه أوضح رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أن المجلس حريص على أن تتوج هذه المرحلة بانتخابات متزامنة رئاسية ونيابية ديمقراطية شاملة ومقبولة النتائج.
وأضاف المنفي خلال كلمته أمام المؤتمر التي نشرها المجلس الرئاسي عبر فيسبوك أنه يعمل على إيجاد الحلول والصيغ لتوحيد مؤسسات الدولة الرقابية والمالية، مشيراً إلى أن توحيد مؤسسات الدولة الرقابية والمالية "ربما تأخر بسبب عدم وجود ولاية قانونية للمجلس عليها".
كما أردف قائلاً: "نعمل على إطلاق سراح كل السجناء على خلفية الصراع السياسي في ليبيا"، مؤكداً أن المجلس عمل "بحرص وجدية مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وأطراف النزاع المختلفة لتثبيت وقف إطلاق النار وفتح الطريق البري شرق البلاد وغربها".
طرد "كل أجنبي ودخيل"
بدوره دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الليبيين إلى طرد "كل أجنبي ودخيل" من بلادهم.
وقال السيسي، في كلمته أمام المؤتمر التي نشرها المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إنه "لا يمكن لليبيا أن تستعيد سيادتها ووحدتها واستقرارها المنشود إلا بالتعامل الجاد مع الإشكالية الرئيسية التي تعوق حدوث ذلك، والمتمثلة في تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب على أراضيه".
كما عبر عن تطلعه إلى نجاح إتمام الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر.
نحو السلام والاستقرار
كذلك حض الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الأطراف السياسية الليبية على المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية قائلا انها "الخطوة المقبلة الضرورية على الطريق نحو السلام والاستقرار".
وقال غوتيريش في كلمة عبر الفيديو أمام المؤتمر: "أدعو كل الأطراف الليبية الى المشاركة في العملية الانتخابية واحترام نتائج الانتخابات".
يذكر أنه بعد 10 سنوات من سقوط نظام معمر القذافي، اجتمهت الأسرة الدولية مجدداً اليوم الجمعة في باريس لمحاولة مساعدة ليبيا على استعادة الاستقرار في مرحلة أولى تتمثل بإجراء انتخابات ناجحة في 24 ديسمبر.
وبدأ الاجتماع حوالي الساعة 14.00 بتوقيت غرينتش بحضور قادة نحو 30 دولة بينها بلدان تشارك في التنظيم مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، ومن الجانب الليبي رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.