الاضطراب التصنعي ليس نادراً وتأخذ أعراضه أشكالاً غريبة ومثيرة ومحيرة في كثير من الأحيان ..
إلى أن يتوصل أحد الأطباء ،أو مساعديه ، أو من هو قريب من المريض ، إلى أن حالة المريض متصنعة
وأن المريض نفسه هو من يسبب لنفسه الأعراض المرضية .
وهذا الاضطراب كان يسمى متلازمة مونشهاوزن ( Munchhausen syndrome)
وحالياً يسمى الاضطراب التصنعي (Factitious disorder)
حيث أن الأعراض الغريبة المرضية الجسمية أو النفسية هي أعراض مصطنعة وغير حقيقية أو تلقائية الظهور .
ويفرق هذا الاضطراب عن التمارض أو إدعاء المرض (Malingering)
بأنه لايوجد عند المريض غاية واضحة أو مكسب مادي أو معنوي مباشر كما في حالات التمارض ،
بل إن الهدف الرئيسي من إحداث الأعراض المرضية الجسدية
هو تبني موقف المريض " أنا مريض أو أنا مريضة" لأسباب نفسية وتربوية واجتماعية معقدة .
وتنتشر هذه الحالات بنسب متشابهة بين الذكور والإناث ،
وهؤلاء المرضى يراجعون عدداً كبيراً من الأطباء والمستشفيات ، وفي كثير من الحالات لايحدث التشخيص الصحيح .
وعدد من هذه الحالات تصبح مزمنة وتتكرر الأعراض المرضية بأشكال أخرى غير التي ظهرت في المرات السابقة .
وبعض الحالات لاتتكرر وتشفى بعد اكتشافها وتشخيصها من قبل الأطباء .
ويمكن لبعض الحالات أن تأخذ شكل الأعراض النفسية الشديدة وليس الجسدية
وبعضها يظهر بأعراض جسدية وعضوية وبعضها الآخر يظهر بمزيج مما سبق .
وفي عدد من الحالات يحدث أن يتشارك المريض مع قريب له في إحداث الأعراض مثل أمه أو أخته أو غيرهم.
ومما لاشك فيه أن هذه الحالات مثيرة وعجيبة وصعبة في كثير من الأحيان ،
ومن المهم في علاجها مواجهة المريض ومصارحته بالتشخيص وبأنه مسؤول عن إحداث الأعراض المرضية .
والمرحلة الثانية من العلاج تتعلق بدراسة ظروف المريض وذكرياته وبيئته والضغوط النفسية التي يتعرض لها.
وأيضاً تقديم العون له كي يتخلى عن الاستمرار في دور المريض
وذلك من خلال مساعدته على النمو النفسي والنضج الانفعالي والسلوكي وتحمل المسؤوليات الاعتيادية بشكل تدريجي .
والعلاج صعب في كثير من الحالات ‘
ويبقى التنبه لمثل هذه الحالات ضرورياً وتشخيصها بشكل صحيح
مما له أهمية وفائدة بالنسبة للأطباء والأهل والمريض نفسه .