لم يترك الذكاء الإصطناعي مجالًا إلا وقد أثر فيها تأثيرًا كبيرًا، وكذلك الحال بالنسبة للسيارات أيضًا حيث يمهد الذكاء الإصطناعي الطريق أمام السيارات ذاتية القيادة والتي تعمل العديد من الشركات العالمية على تطويرها بالفعل خلال الفترة الحالية مثل تسلا ومرسيدس وغيرها من الشركات، وبالرغم من أننا لم نرى السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل في الواقع حتى الآن إلا أنها من المتوقع أن ترى النور خلال الأعوام القليلة القادمة، وفي هذا المقال نتعرف معكم حول استخدام الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة.
السيارات ذاتية القيادة
تعتمد السيارات ذاتية القيادة بشكل أساسي على الذكاء الإصطناعي، حيث يمكنها الحصول على البيانات من خلال المستشعرات الخاصة بها وبالتالي تقوم بتحويلها إلى أوامر، كما أنها تكون متصلة بالإنترنت أيضًا من أجل الحصول على البيانات مثل معلومات الطريق والإتجاهات وما إلى ذلك، وتوجد هناك الكثير من الشركات العالمية التي تستثمر مليارات الدولارات في السيارات ذاتية القيادة، ومن المتوقع أن تستخدم هذه السيارات في عمليات الشحن ووسائل النقل العام وكذلك في الاستخدام الشخصي وغير ذلك.
من ضمن الشركات التي تعمل على تطوير سيارات ذاتية القيادة، هي شركة تسلا العالمية والتي شهدت شهرة كبيرة في الفترة الأخيرة كما تضاعفت القيمة السوقية لها خلال عام 2020 بفضل السيارات الكهربائية التي تطورها، وكذلك نجد شركة Waymo والتي قامت باستكمال تجارب السيارات ذاتية القيادة بعد أن توقفت في عام 2017، وهي شركة أمريكية أيضًا تابعة للشركة الأم جوجل.
أنواع السيارات ذاتية القيادة
توجد هناك العديد من أنواع السيارات ذاتية القيادة وليس نوع واحد فقط، وذلك كما أوضحت الجمعية الهندسية SAE International، حيث يتميز كل نوع بدرجة معينة من الأتمتة فهناك سيارات تحتاج لتدخل من السائقين وهناك سيارات أخرى لا تتطلب أي وجود بشري وإليك هذه الأنواع فيما يلي:
⦁ الأتمتة لمساعدة السائق: يعتبر هذا هو المستوى الأولى، أو نقطة الإنطلاق للسيارات ذاتية القيادة، وفي هذا النوع لا يتحكم الذكاء الإصطناعي في السيارة ولكنه يوفر المساعدة للسائق وذلك بالاعتماد على المستشعرات مثل مستشعر وقوف السيارة وما إلى ذلك.
⦁ القيادة المؤتمتة جزئيًا: هنا يبدأ الذكاء الإصطناعي في التحكم في السيارة ولكن بشكل جزئي، وبالطبع تظل هناك حاجة لوجود السائق في السيارة، حيث يكون هو المسؤول الأول عن قيادتها.
⦁ القيادة الآلية المرتفعة: في هذا النوع من السيارات، يمكن للذكاء الاصطناعي قيادة السيارات لمسافات طويلة، ولكن في أماكن معينة مثل الطريق السريع حيث يعتمد على المستشعرات والبيانات لتحديد الحركة والاتجاه.
⦁ قيادة آلية تامة: بالنسبة للقيادة الآلية التامة يمكن للسيارة التحرك والانتقال من مكان لآخر دون تدخل من الإنسان، ولكنها ما زالت تحتاج للوجود البشري أيضًا.
⦁ سيارة ذاتية القيادة بشكل كامل: وهذه هي نقطة الهدف في عالم السيارات ذاتية القيادة، حيث يكون النظام مسؤولًا عن السيارة بشكل كامل، بحيث يمكن أن تتحرك السيارة من نقطة إلى نقطة أخرى دون الحاجة إلى أي تدخل بشري.
باختلاف مستوى الأتمتة في السيارات يختلف تعريف التحكم الذاتي، كما تختلف التقنيات والعمليات المستخدمة في تصنيع السيارة، وفي حين أن هناك الكثير من السيارات التي تحتوي على تقنيات الأتمتة أصبحت متوفرة في السوق، مثل الأتمتة لمساعدة السائق والأتمتة الجزئية، إلا أن السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل ليس متوفرة حتى الآن، نظرًا لوجود العديد من العقبات التي تقف أمامها ومع ذلك من المؤكد أنها سوف تصبح موجودة على أرض الواقع في الأعوام القادمة حيث لم يعد هناك مستحيل أمام التكنولوجيا.
منير لياتي
Muneer Lyati
المهندس منير لياتي حاصل على الجائزة العلمية من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لأبحاثه في السيارات الكهربائية والهجينة ومحركات الاحتراق الداخلي لرفع كفاءة المحرك وتقليل الانبعاثات .