فيما لا تزال أزمة شرق السودان مستمرة، وسط مواصلة إغلاق ميناء بورتسودان الرئيسي (شرق البلاد) من قبل محتجين قبليين ما سبب نقصا في إمدادات القمح وزيت الوقود، وهدد إمدادات الكهرباء المتعثرة أصلا، شددت قبائل الشرق على أنها تسعى لحل سلمي.
فقد جدّد المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة شرق السودان اليوم الأحد تمسّكه بالحلول السلمية والتفاوض لحل قضايا السودان كافة وقضية الشرق بصورة خاصة، بالتعامل الجاد والموضوعي من كلّ الأطراف.
مطالب مقبولة
كما وجه المجلس، بحسب ما أفادت مراسلة العربية، لوماً لدول الترويكا (الولايات المتحدة، وبريطانيا والنرويج) لعدم التواصل معهم للتعرف على وجهة نظرهم بصورة مباشرة، بدلاً من الاعتماد على معلومات من مصادر متحيزة أو من جهة واحدة دون الاستماع للأطراف الأخرى.
وقال المجلس في تعميم صحافي إنّ قضايا شرق السودان مشابهة لقضايا النيل الأزرق وجنوب كردفان التي منحت حقوقها في الحكم الذاتي مما يجعل مطالب الشرق مقبولة.
لقاء مع ممثل الترويكا
إلى ذلك، أفادت مصادر العربية /الحدث أن ممثل من دول الترويكا بدأ اتصالات مع المجلس الأعلى لنظارات البجا لترتيب لقاء خلال يومين.
وكانت دول الترويكا الثلاث، حثت قبل يومين المحتجين شرق البلاد إلى إنهاء "الحصار المستمر" لميناء بورتسودان ومرافق النقل، خصوصا بعد تحذير الحكومة السودانية من نفاد الأدوية.
كما دعت إلى الحوار من أجل معالجة المظالم المحلية، وليس اللجوء إلى "الحصار الذي يضر بشعب السودان واقتصاده، بحسب تعبيرها.
احتجاجات ميناء بورتسودان
يذكر أنه منذ 17 سبتمبر الماضي (2021) نُظّمت احتجاجات في ميناء بورتسودان ضدّ اتّفاق السلام التاريخي الذي وقّعته الحكومة الانتقاليّة في تشرين الأوّل/أكتوبر عام 2020 في مدينة جوبا مع عدد من الحركات والقبائل التي حملت السلاح في عهد البشير.
وطالب المحتجون بإلغاء الاتفاق المذكور، معتبرين أنه لا يضمن تمثيلا عادلا لمنطقة شرق السودان وقبائلها.
أما أبرز منظمي تلك الاحتجاجات والمشاركين فيها فكانوا من قبائل البجه، وهم من السكان الأصليين للمنطقة.
يشار إلى أن إقليم شرق السودان يضم ثلاث ولايات هي البحر الأحمر وكسلا والقضارف، ويعتبر استراتيجيا كونه يحدّ إريتريا ومصر وإثيوبيا ويمتد ساحله على البحر الحمر بطول 714 كيلومترا وعليه مرافئ نفطية.، إلا أنه يضم أيضا المناطق الأكثر فقرا في البلاد.
ويشكو العديد من سكانه من إهمال اقتصادي وتدهور للأوضاع المعيشية.