في أول اجتماع على هذا المستوى بين الجانبين الفرنسي والأميركي منذ أزمة الغواصات، وفي لقاء لم يكن مجدولا ضمن برنامج الزيارة، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، في باريس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأعلن قصر الإليزيه في بيان، أن اللقاء أتى من أجل "ترميم الثقة" مع واشنطن.
لقاء لفترة طويلة
كما أوضح أن بلينكن كان من المفترض أن يلتقي فقط إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي لماكرون، إلا أن الرئيس الفرنسي عاد والتقى الضيف الأميركي وجها لوجها، ولفترة طويلة.
إلى ذلك، أضافت الرئاسة الفرنسية أن مسؤولين فرنسيين ناقشوا مع الوزير الأميركي سبل إصلاح العلاقات بين البلدين.
الكثير من العمل الشاق
في حين أشار مسؤول أميركي كبير إلى أن بلينكن ومسؤولين فرنسيين ناقشوا خطط الترتيب لاجتماع بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق هذا الشهر.
كما أكد للصحافيين أن هناك "توافقا مشتركا على وجود فرصة الآن لتعميق وتعزيز التعاون" بين البلدين الحليفين، لكنه أقر في الوقت عينه بأنه ما زال هناك "الكثير من العمل الشاق الذي يفترض القيام به، من أجل التوصل إلى القرارات الملموسة" التي ستطرح خلال اللقاء الرئاسي المقبل بين الجانبين.
يشار إلى أن بلينكن الذي يشارك على مدى يومين بالعاصمة الفرنسية، في اجتماعات منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، كان التقى صباحا نظيره الفرنسي جان إيف لودريان وأحد مستشاري الرئيس الفرنسي، ولم يكن ضمن البرنامج أن يلتقي ماكرون، إلا أن هذا الاستقبال في القصر الرئاسي يحمل دلالات تهدئة قوية، على الرغم من أن عملا شاقا ما زال ينتظر الحليفين، كما أكد أحد المسؤولين الأميركيين.
يذكر أن أزمة غير مسبوقة اندلعت بين البلدين منتصف سبتمبر، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي قيام تحالف استراتيجي جديد مع أستراليا والمملكة المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في سياق التصدي للصين الذي يشكل أولى أولوياته.
ومع قيام هذه الشراكة التي أطلق عليها اسم "أوكوس"، فسخت أستراليا عقدا ضخما لشراء غواصات فرنسية، ما أثار غضب باريس وتسبب بأزمة قل نظيرها بين الحليفين السابقين.