نحن بطبعنا نتشدد للغاية في ما يتعلق بما نحب أو لا نحب أن نأكله، وبفضل التطور العلمي ازدادت مقدرة العلماء عن الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بخياراتنا في تناول الطعام واختلاف تذوقنا وعشقنا أو كراهيتنا لأنواع معينة من المأكولات . فقد اكتشف باحثون أمريكيون مؤخراً سر عشقنا لمزج النكهات والمذاقات اللاذعة والحادة مع النكهات الدسمة والدهنية، كالجبن مع المخللات، والإستيك و”البفتيك” مع البطاطس المقلية ومشروب مرطب، او إفطار الصباح الذي يحتوي غالباً على بيض مقلي يكون في العادة مترافقاً مع كوب الشاي . . . إلخ” .
في هذه الدراسة، طلب باحثو جامعة روتجرز في الولايات المتحدة من متطوعين أن يشربوا الشاي أو الماء، ويتبعوا ذلك بتناول لحم دسم، ويكرروا هذه العملية بضع مرات .
وقد أظهرت النتائج أن الشاي أسهم في مقاومة مذاق الدسم الذي يبقى في الفم بعد تناول اللحوم .
ويقول البروفيسور بول بريسلين أستاذ البيولوجيا في جامعة روتجرز:”إن الطريقة التي يؤثر بها الطعام إلى إحساس أفواهنا، لديها تأثير كبير في اختياراتنا في تناول الطعام” .
ويبدو أن التباين بين المذاقات الدسمة والحادة واللاذعة يسمح لنا بتناول الأطعمة الدسمة بطريقة أكثر سهولة، فالأغذية والمشروبات اللاذعة أو “الحريفة” تقلل اللعاب، وبالتالي تجفف الفم وتبدد المذاق الزيتي الذي تصنعه الأطعمة الدسمة والدهنية .
ويقول البروفيسور بريسلين: “هذا الميل االطبيعي لإحداث التوازن في أفواهنا قد تكون له فوائد متمثلة في حرصنا على تنويع الأطعمة في نظامنا الغذائي . وقد يكون هذا التنويع جيداً أيضاً لصحتنا الفموية، لأنه يمنع أفواهنا من أن تصبح مدهنة بشكل مفرط . وهذا شيء ضروري لأنه يحول دون إهتراء أسناننا ويبقي أنسجة أفواهنا سليمة” .
ويقول الدكتور احمد شاهزاده، استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى كوين أليزابيث في برمنغهام، إن التذوق حاسة مهمة للغاية ومعقدة أحياناً وتلعب دوراً كبيراً في استمتاعنا بالحياة .