شكلت تجارة الأفيون عبر سنوات طويلة لبنة مهمة للثراء في أفغانستان، إذ بلغ إنتاج البلاد من هذا المخدر الخام حوالي 4660 طناً في تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً خلال سنوات حكم الطالبان، ويبدو أن الحركة عادت مجدداً للبحث عن مصادر للتمويل عن طريق الأفيون خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ووقف المساعدات وانتشار الفقر.
فقد ضبطت السلطات الهندية 3 أطنان من الهيروين المهربة من أفغانستان، أمس الاثنين، وذلك بعد حوالي شهر على رجوع الحركة إلى الحكم في البلاد، ما يطرح التساؤل عن لجوء الحركة ثانية لهذه التجارة المتأصلة في علاقتها معها.
وبلغت قيمة المضبوطات قرابة 2,7 مليار دولار، وذلك في مرفأ موندرا غرب الهند، من قبل عناصر الوكالة الحكومية المعنية بمكافحة التهريب، وفق ما أفاد مصدر رسمي، لوكالة "فرانس برس".
أتتا عبر مرفأ في إيران
إلى ذلك، أوضحت الوكالة أن الحاويتين، وأولاهما محمّلة بحوالي طنّين من الهيروين والثانية بطنّ، أتتا من أفغانستان عبر مرفأ في إيران.
كذلك، كشف التحقيق عن ضلوع أفغان في عملية التهريب، لكن لم يوقف أحد منهم بعد، وفق وكالة مكافحة المخدرات الهندية.
يشار إلى أن أفغانستان تعد أكبر منتج عالمي للهيروين مع حصّة تتراوح بين 80 و90% من السوق.
وشهد إنتاج الهيروين في البلد ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، ما وفّر موارد تمويل إضافية لحركة طالبان التي استولت على الحكم في أغسطس آب الماضي.
85 % من أفيون العالم
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، أنتجت البلاد 85% من الأفيون المنتج فى جميع أنحاء العالم العام الماضي، وتفوقت في ذلك على أهم المنتجين عالميا مثل ميانمار والمكسيك.
فرغم التزامها المتشدد، إلا أن الحركة سمحت بتجارة الأفيون على مدة السنوات الماضية حتى مع حظرها استهلاك الحشيش والسجائر على المواطنين.
يذكر أن الحركة حظرت إنتاج الأفيون عام 2000 تحت ضغط غربي، لكن الإنتاج سرعان ما ازدهر بعد التدخل الأميركي في 2001 في المناطق التي كانت تسيطر عليها الحركة.
ورغم الجهود الدولية لاستئصال التجارة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، فقد بلغ الإنتاج ذروته في 2017 وبلغ 9000 طن.
وتواجه طالبان واقعا جديداً بعد سيطرتها على البلاد، في شعب فقير ومستوى إدمان على الأفيون كبير داخل البلاد، وفق وسائل إعلام غربية، ما قد يجعلها تلجأ ثانية إلى تجارة الأفيون.