وسط الانتقادات التي طالت القرار الأميركي بالانسحاب من أفغانستان وما نتج عنه من تدهور أمني سمح لحركة طالبان بالوصول إلى العاصمة كابل، فجرّ تقرير أميركي مفاجأة جديدة.
فقد أفادت مصادر مطلعة بأن عدداً من مسؤولي وزارة الخارجية العاملين في السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كانوا أرسلوا مذكرة داخلية إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكين ومسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية الشهر الماضي حذروا فيها من الانهيار المحتمل لكابل بعد وقت قصير من الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية في 31 أغسطس/أب، وذلك وفقاً لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال".
كما أضافت المعلومات بأن الرسالة حذرت من مكاسب سريعة لحركة طالبان بعد انهيار لقوات الأمن الأفغانية، كما قدمت توصيات بشأن سبل تخفيف الأزمة وتسريع عملية الإجلاء.
إلى ذلك، ناشد التحذير الذي أرسل يوم الـ13 يوليو/تموز الماضي، وزارة الخارجية الأميركية إلى استخدام لغة أكثر صرامة في وصف الفظائع التي ترتكبها حركة طالبان.
يذكر أن الرئيس الأميركي كان تعرّض لموجة انتقادات واسعة بسبب التطورات الأخيرة التي شهدتها أفغانستان خصوصاً مع دخول حركة طالبان العاصمة.
وقد علق العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي على السقوط الكارثي للحكومة هناك وخسارة ما اعتبروها 20 عاما من التضحيات الأميركية خلال أيام فقط، ما اعتبروه تهديداً مباشراً لمصالح أميركا.
4500 جندي أميركي للمطار
الجدير ذكره أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، كان كشف عن وصول أربعة آلاف وخمس مئة جندي أميركي إلى مطار كابل للمساعدة في عمليات الإجلاء في أفغانستان للأميركيين والأفغان الذين عملوا مع القوات الأميركية.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي، أن القوات الأميركية أمنت محيط مطار كابل بشكل كامل لاستئناف عمل المطار والرحلات الجوية.
إلى ذلك، وصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، الأوضاع الأمنية في مطار العاصمة الأفغانية بالمستقرة حاليا، إلا أنه شدد على أن أي هجوم على القوات الأميركية سيقابل برد فوري، ودون تردد.
ودخلت حركة طالبان كابل، الأحد الماضي، وتسلمت رسمياً إدارة العاصمة الأفغانية خلال ساعات، بعد فرار قوات الأمن منها.
ومنذ دخول الحركة إلى كابل وسيطرتها على المطار ومفاصل البلاد، سادت حالة من الفوضى والهلع بين المواطنين الذين تدفقوا بالآلاف إلى محيط المطار من أجل الفرار خوفا من انتهاكاتها.