بعدما كثّفت هجماتها منذ الإعلان عن الانسحاب الأميركي، دعت حوالي 15 بعثة دبلوماسية في أفغانستان في بيان اليوم الاثنين، حركة طالبان إلى وقف هجومها المستمر في أنحاء البلاد، والذي يتعارض مع إعلان زعيمها بإجراء تسوية تفاوضية للنزاع.
ووقع البيان كل من بعثة الاتحاد الأوروبي، ومكتب الممثل المدني الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بالإضافة إلى سفارات أوروبية وأستراليا وكندا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان.
كما دعا ممثلو البعثات الدبلوماسية إلى "إنهاء عاجل للهجوم العسكري المستمر لطالبان، والذي يعيق الجهود الرامية إلى التوصل لحل تفاوضي للصراع".
كذلك اعتبروا أن الهجوم الأخير يتناقض بشكل مباشر مع إعلان "دعمهم المؤكد لتسوية تفاوضية للنزاع ولعملية السلام في الدوحة".
طالبان تناقض نفسها
وجاء هذا النداء غداة جولة محادثات استضافتها الدوحة يومي السبت والأحد بين الحكومة الأفغانية وممثلين عن طالبان، من دون تحقيق تقدم ملموس، فيما تدور معارك طاحنة في أفغانستان تزامناً مع انسحاب القوات الأجنبيّة من البلاد بعد وجود دام عشرين عاماً.
وندّد ممثلو البعثات الدبلوماسية أيضاً "باستمرار عمليات القتل التي تطال أهدافاً في أنحاء أفغانستان، وبتدمير البنى التحتية الحيوية والتهديدات وغيرها من التدابير ضد المكاسب التي حققها الأفغان خلال السنوات العشرين الماضية، والتي أيّدناها بقوة".
"تجاهل سيادة القانون"
كما شجبوا "تجاهل سيادة القانون" والانتهاكات المتعلقة بحقوق المرأة والفتيات وبحرية التعبير والصحافة في المناطق التي سيطر عليها متمردو طالبان، بما يدحض تعهد زعيم الحركة في رسالته الأخيرة، لناحية احترام هذه المبادئ.
وكان زعيم طالبان هبة الله اخوند زاده قال في رسالة نشرها الأحد قبيل عطلة عيد الأضحى، إن الحركة تفضل "تسوية سياسية في البلاد".
يذكر أن طالبان شنّت هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية أوائل أيار/مايو الماضي، مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبيّة الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية آب/أغسطس.
وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب، مقابل مقاومة خجولة من القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الغطاء الجوي الأميركي ولا تسيطر إلا على محاور رئيسية وعواصم الولايات.