احتاج غاريث ساوثغيت ربع قرن بالتمام والكمال ليعيد شيئاً من اعتباره، عقب فترة طويلة من السخرية التي تعرض إليها إثر إهداره ركلة ترجيح في نصف نهائي كأس أوروبا "يورو 96" أقصت إنجلترا من البطولة التي كانت تنظمها أمام ألمانيا، لكن في 2021 كان المدافع السابق يقف على خط التماس ليعطي توجيهاته لاعبي "الأسود الثلاثة" كي يحققوا انتصاراً تاريخياً على ألمانيا بهدفين دون رد في ثمن نهائي النسخة الحالية.
وسجل رحيم ستيرلنغ وهاري كين هدفين لتبلغ إنجلترا دور ربع النهائي، إذ ستواجه أوكرانيا مطلع الشهر المقبل، في إطار بحثها عن بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ اللحظة التي أطاح ساوثغيت بركلة الجزاء أمام الألمان.
وبعدما انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل 1-1 بين المنتخبين، تم اللجوء إلى ركلات الترجيح، وحينها تقدم ساوثغيت إلى علامة الجزاء، وسدد الكرة التي تصدى لها الحارس الألماني، ليصبح لاعب أستون فيلا أحد أكثر المكروهين ومثيري السخرية في إنجلترا.
يقول توني أدامز قائد منتخب إنجلترا في تلك البطولة، خلال حديثه عن بطولة "يورو 96": حتى لو عاد بي الزمن إلى تلك اللحظة، سأعطي غاريث الكرة، خصوصاً بعدما عرفت كل ما أعرفه الآن.
وواصل: سأضع ثقتي به مثلما فعلت في 1996، ومتأكد بأن تيري فينابلز المدرب حينها سيفعل المثل، عندما ترى رجلاً شجاعاً في ذلك الموقف لا يمكنك إيقافه، لقد كتب تاريخه بيديه.
إهدار غاريث ساوثغيت لركلة الترجيح جعله مثار سخرية لدى الكثيرين في إنجلترا، إذ أصدرت فرقة "ذا بزنس" أغنية عنونتها بـ"ساوثغيت (يورو 96)" حملت الكثير من الشتائم الموجهة نحو مدرب منتخب إنجلترا الحالي.
تلك الأغنية التي اشتهرت مباشرة عقب صدورها العام اللاحق لحادثة غاريث، حملت كلمات مثل "غاريث سيئ" "ساوثغيت سيعود إلى منزله" (في إشارة إلى أغنية كرة القدم تعود إلى المنزل والتي أصدرت قبل بداية كأس أوروبا 1996).
التركيز على ساوثغيت عقب إهدار ركلة الجزاء، دفع سلسلة مطاعم "بيتزا هت" إلى انتاج إعلان تلفزيوني يتضمن غاريث وستيوارت بيرس بالإضافة إلى كريس وادل الذان أهدرا ركلتي جزاء في كأس العالم 1990.
ويطهر ساوثغيت بوجه مغطى، إلى جانب بيرس ووادل وهما يتناولون بيتزا، إذ يقولان له: لقد احتجنا إلى 6 أعوام كي نتجاوز إهدار ركلتي الجزاء، قبل أن يسخران منه بعد اصطدامه بعمود قائلين: لقد أصاب العارضة هذه المرمى. في إشارة إلى الجزائية الشهيرة التي ردها أندرياس كوبكه حارس ألمانيا.
وبعد مسيرة أمضاها مع أستون فيلا وميدلزبره انتهت عام 2006، ومباشرة تولى تدريب الأخير 3 أعوام قبل أن يتحول إلى العمل في الاتحاد الإنجليزي، واستلم تدريب منتخب تحت 21 عاماً بين 2013-2016، ليتم تكليفه بتدريب المنتخب عقب فضيحة سام ألاردايس الذي استقال من منصبه.
واستطاع غاريث ساوثغيت قيادة إنجلترا إلى نصف نهائي كأس العالم 2018، وهي المرة الأولى التي يبلغ بها منتخب "الأسود الثلاثة" هذا الدور منذ 1990، كما استطاع أن يكسر عقدة إنجلترا مع ركلات الترجيح التي امتدت 22 عاماً، عندما تغلبت على كولومبيا في ربع النهائي.
وودع الإنجليز بطولات كأس العالم 1990، 1998، 2006 وكذلك بطولتا أوروبا 2008 و2012 بركلات الترجيح.