أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد يائير لبيد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، عن قلقه إزاء المحادثات الجارية بشأن إيران، لكنه تعهد اتباع نهج أكثر تعاونا مع الولايات المتحدة.
وقال لبيد في مستهل الاجتماع مع بلينكن في روما، إن "لدى إسرائيل تحفظات شديدة بشأن الاتفاق حول النووي الإيراني الذي يتم الإعداد له في فيينا. نعتقد أن السبيل لبحث هذه الخلافات هو من خلال حوارات مباشرة ومهنية، وليس في مؤتمرات صحافية".
وتابع لبيد "في السنوات الأخيرة ارتُكبت أخطاء"، في إشارة إلى التقارب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والحزب الجمهوري الأميركي، وأضاف "سوف نصلح سويا تلك الأخطاء".
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن واشنطن تختلف مع إسرائيل بشأن الأسلوب وليس الهدف فيما يتعلق بإيران، مشيرا إلى أن بلاده تعمل على أساس شراكة مستدامة مع إسرائيل.
ولدى إعلانه عن زيارة مرتقبة وصفها بالتاريخية لدولة الإمارات العربية، صرح لابيد أنه "حان الوقت كي تدعم الولايات المتحدة جهود التطبيع التي تقوم بها إسرائيل في المنطقة"، وهو ما أكده بلينكن بقوله، إن واشنطن تدعم اتفاقيات السلام بين إسرائيل ودول عربية.
والتقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأحد، في روما نظيره الإسرائيلي يائير لابيد في أول اتصال مباشر بين الحكومة الأميركية والائتلاف الحاكم في إسرائيل.
ويأتي هذا اللقاء بينما تجري مفاوضات تهدف إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقع في 2015 في فيينا بشأن إيران وانسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بقرار أحادي بعد ثلاث سنوات.
وتعارض إسرائيل الاتفاق الذي أجبر طهران على تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية، لكن السلطات الإيرانية تراجعت عن التزامات محددة بعد الانسحاب الأميركي.
وقرر الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن التفاوض على عودة بلاده إلى الاتفاق.
من جهة أخرى، يريد بايدن وبلينكن الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 21 مايو بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسلحة التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.
وأبرمت هذه الهدنة بعد قتال استمر 11 يوما، وكان الأسوأ منذ 2014. وقد أدى إلى سقوط 260 قتيلا في الجانب الفلسطيني، و13 في الجانب الإسرائيلي، حسب مصادر محلية. وأثار تصعيد العنف انتقادات شديدة على الصعيد الدولي.
واتهم يائير لابيد الذي أصبح وزيرا للخارجية في إسرائيل في 13يونيو مع القومي نفتالي بينيت كرئيس للوزراء، نتنياهو بتعريض الدعم الثابت للولايات المتحدة للخطر من خلال الوقوف وراء الحزب الجمهوري لدونالد ترمب.
وترى الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تسعى إلى إقامة علاقة سليمة مع حليفتها التاريخية الكبرى، أن إيران تمثل تهديدا كبيرا لإسرائيل وشنت ضربات على غزة، لكنه تعهد بإعطاء الأولوية لتحالفه مع واشنطن ومحاولة التكتم بشأن خلافاتهما.
إعادة العلاقات مع الحلفاء
وتعهد لابيد في منتصف يونيو بتحسين الحوار مع الحزب الديمقراطي الأميركي والدول الأوروبية، ووصف هذه العلاقات على التوالي بأنها "خطيرة" و"عدائية" في عهد بنيامين نتنياهو.
ورد رئيس الوزراء السابق الذي قاد إسرائيل منذ ربيع 2009، بتسجيل فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وصف فيه الحكومة الجديدة بأنها "خطيرة جدا".
ومع استمرار الخلافات في إسرائيل بعد أعمال العنف في مايو، يحكم تحالف متنوع إسرائيل بينما يستمر عدم اليقين على المستوى السياسي في السلطة الفلسطينية، أوضح فريق بايدن أنه لا يسعى إلى وضع مبادرات للسلام في الشرق الأوسط بتسرع.
وقال بلينكن في باريس إن الأولوية العاجلة هي معرفة كيفية إرسال مساعدات إنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة الجيب الفقير جدا والمكتظ بالسكان.