رسم مجيء رئيس جديد متشدد إلى سدة الحكم في إيران، خلفا لحسن روحاني المعتدل نسبيا في سياسته الخارجية التي عرفت خلال عهده سنوات من المناورة في عدة ملفات، آخرها الاتفاق النووي، العديد من الأسئلة حول مصير هذا الاتفاق الذي تجري حوله مفاوضات منذ أبريل الماضي في فيينا.
ففي حين أكدت مصادر للعربية/الحدث سابقا، أن المفاوضات ستستمر لاحقا بعد أن تختتم جولتها السادسة اليوم الأحد باجتماع رسمي، على أن تعود الوفود المشاركة إلى بلدانها لاحقا، أفاد مسؤولون أميركيون بأن الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة.
فقد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مطلعين على الملف قولهم، إن المعطيات تشي بأن القرار النهائي للمضي قدما في الاتفاق يمكن أن يأتي في الأسابيع المقبلة.
كما أوضحت أن القرار النهائي لإحياء الاتفاق النووي سيكون قبل تنصيب رئيسي، أي فيما لا تزال الحكومة الحالية التي توصف بالمعتدلة في السلطة.
إذ يرى كبار مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الوقت حان لاستعادة الاتفاق القديم. ويعتبرون أن الأسابيع الستة المقبلة قبل تنصيب رئيسي تحمل أملاً بالإعلان عن اتفاق بين المفاوضين في فيينا منذ أبريل الماضي.
إلى ذلك، أشاروا إلى أن المرشد الإيراني ومعه الجناح المتشدد قد يفضل أن يعلن التوصل لاتفاق قبل تولي رئيسي السلطة، كي يحمل الجناح أو التيار المعتدل في البلاد (روحاني وحكومته)مسؤولية أي فشل لاحق لهذا التوافق، إذا حصل.
كما سيتحملون اللوم على "الاستسلام للغرب وتحمل وطأة الغضب والانتقادات الشعبية إذا لم ينقذ تخفيف العقوبات اقتصاد البلاد المتضرر".
أما إذا تم الاتفاق ورفعت بالتالي العقوبات، فيمكن عندها لرئيسي المتشدد وحكومته أن تقطف الفضل والثناء!
تفاصيل نهائية
على الرغم من كل ذلك، يجمع عدد من المراقبين للشأن الإيراني أن مسألة الاتفاق النووي حيوية لطهران أيا تكن الحكومة فيها، وقرار إعادة إحيائه مسألة استراتيجية يتمسك بها المرشد.
يذكر أن العديد من المسؤولين والدبلوماسيين الغربيين كانوا أبدوا تفاؤلهم خلال الأيام الماضية بالتوصل إلى اتفاق بين الأطراف المشاركة في المحادثات بالعاصمة النمساوية، إلا أنهم أكدوا في الوقت عينه أن بعض الأمور لا تزال عالقة.
وأمس، كرر ميخائيل أوليانوف، مبعوث روسيا إلى المحادثات الإعراب عن تفاؤله، قائلا بتغريدة على حسابه على تويتر، إن الموافقة على العودة إلى الاتفاق أصبحت قريبة المنال ولكن لم يتم وضع التفاصيل النهائية بعد!
إذا بانتظار حسم تلك التفاصيل، تنتظر إيران والدول الغربية أسابيع حاسمة قد تمتد إلى أغسطس المقبل.