عرفت مدينة غاروا، شمال شرق الكاميرون رياضياً في أواخر الثمانينات الميلادية وذلك عندما تسلم عيسى حياتو رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومؤخراً بات فنسنت أبو بكر الوجه الأبرز في المدينة الشهيرة بإنتاج القطن، عندما أعاد لقب كأس أمم إفريقيا إلى منتخب "الأسود غير المروضة" بعد 15 عاماً من الغياب عن ملامسة البطولة القارية.
وأعلن نادي النصر السعودي تعاقده يوم الثلاثاء مع المهاجم الكاميروني فنسنت أبوبكر بعقد يمتد إلى 3 مواسم بدءاً من الموسم الحالي، ليكون ثاني الصفقات الأجنبية بعد البرازيلي أندرسون تاليسكا زميله السابق في بيشكتاش.
وفي يناير 2017، تلقى أبوبكر في نهائي كأس أمم إفريقيا كرة طويلة قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي أمام منتخب مصر، وسجلها في شباك عصام الحضري، معلناً عودة البطولة إلى ياوندي للمرة الأولى منذ 2002.
ومن بين 7 أشقاء يلعب كبارهم هواة، توجه فنسنت إلى نادي القطن الواقع في غاروا ليبدأ علاقته مع كرة القدم بعيداً عن الشوارع، إذ التحق في أكاديمية النادي الذي يسيطر حالياً على كرة القدم الكاميرونية رغم حداثة تأسيسه، بعمر 14 عاماً.
يقول أبوبكر (29 عاماً): كنت طفلاً أحب بوكيمون ودراغون بول "مسلسلات كارتونية للأطفال"، ومع ذلك كنت شغوفاً بكرة القدم، ولهذا توجهت إلى أكاديمية نادي القطن لممارستها بشكل صحيح داخل أسوار نادِ يهتم بتكوين الصغار.
وواصل: كنت مميزاً في دراستي، لكن في الكاميرون يرى الناس نجاحك في الحياة من خلال إكمال تعليمك والحصول على "الدبلوم"، وكانوا أشقائي الكبار يضغطون علي لترك كرة القدم والتركيز على التحصيل العلمي، لكن إذا أراد الله لشخص ما السير في طريق، فإنه سيسلكه.
وبعد بزوغه في صفوف القطن وحصوله على لقب الهداف، انتقل فنسنت إلى فالنسيان الفرنسي بعمر 18 عاماً، إذ شعر بأنه يخطو خطوات مواطنه الأسطورة روجيه ميلا الذي خرج من ذات البلاد وانتقل إلى ذات النادي.
وفي فرنسا، لم يعتد الشاب الصغير والذي كان يعيش مع عائلته السكن بمفرده في بلد جديد، وثقافة مختلفة، إذ بحسب ما يقول في حوار لموقع نادي لوريان: بدت جدران الشقة باهتة، لم يكن الأمر سهلاً على فتى صغير يغادر بلاده للمرة الأولى إلى بلد أجنبي، ويعيش بمفرده بعدما كان محاطاً بكافة أفراد عائلته.
وبعدما اجتاز فنسنت صعوبات البداية، و سجل هدفه الأول مع فالنسيان في كأس الرابطة الفرنسية، ظن الجميع ومنهم فنسنت أن الصقر بدا جاهزاً للتحليق، لكن الوقوع كان مدوياً بشكل لم يتخيله الشاب الصغير في شهره الثاني بفرنسا، إذ عرف أن والده إدوارد أبوبكر فارق الحياة نتيجة التهاب فيروسي ألم به، إذ نقل عن مقربون منه أنه كان ينتحب بعدما يسجل أهدافاً في تلك الفترة، وذلك عندما يتذكر والده الراحل.
وبعد 3 مواسم استطاع خلالها فنسنت النهوض مجدداً تكوين اسم له في الدوري، انتقل إلى لوريان مطلع موسم 2013-2014 وأصبح رابع الهدافين في موسمه الوحيد مع الفريق خلف زلاتان إبراهيموفيتش وإدينسون كافاني ورادميل فالكاو مسجلاً 17 هدفاً دورياً، ما دعى بورتو البرتغالي إلى التعاقد معه مقابل 3 مليون يورو.
ومع بورتو شكل فنسنت ثلاثياً هجومياً أفريقياً مع موسى ماريغا الذي سيقابله مجدداً في ديربي الرياض والجزائري ياسين براهيمي ، وظهر تأثيره بشكل جلي في بطولة دوري أبطال أوروبا مع النادي البرتغالي، إذ خاض 17 مباراة، سجل خلالها 11 هدفاً، وقدم 3 تمريرات حاسمة، أما في بطولة الدوري فشارك في 125 مباراة شهدت تسجيله 58 هدفا وصناعة 16 هدفا
وفي أغسطس 2016، أعير أبوبكر إلى بشكتاش التركي لمدة موسم، ثم عاد ومثل الفريق البرتغالي مجددا إلى صيف 2020، قبل أن يتعاقد معه بشكتاش في صفقة انتقال حر، إذ سجل في تجربته التركية 35 هدفاً خلال 67 مواجهة وقدم 9 تمريرات حاسمة.
ويملك فينسنت 7 ألقاب في مسيرته مع بورتو وبشكتاش، حيث حقق في البرتغال لقب الدوري مرتين 2018 و 2020، إلى جانب كأس البرتغال 2020، والسوبر في 2019، بالإضافة إلى الدوري التركي في مناسبتين 2017 و2021، وكأس تركيا في الموسم المنصرم.
وبدأ المهاجم مسيرته الدولية مع المنتخب الكاميروني الأول في مايو 2010، وكانت مباراته الأولى أمام سلوفاكيا، ولعب بعدها بقميص منتخب بلاده 64 مباراة مسجلاً فيها 20 هدفا، وشارك في كأس العالم مرتين 2010 و2014، بينما يحمل شارة قيادة "الأسود غير المروضة" حاليا.
وتعرض قائد الكاميرون إلى 10 إصابات خلال مسيرته في الفترة من 2011 إلى 2021، أبعدته عن الملاعب لمدة 328 يوما في فترات متفاوتة، ما بين اصابات عضلية وأخرى في الركبة، وكانت أطول فترة غاب فيها عن الملاعب في 2018، عندما تعرض إلى تمزق في الرباط الصليبي مع بورتو، ليغيب على إثر ذلك لمدة 198 يوما خاض فريقه فيها 41 مباراة.