رسم إعلان الإعلامي المصري معتز مطر، الهارب إلى تركيا رحيله عن فضائية "الشرق" التي تبث من إسطنبول، يوم الجمعة الماضي، العديد من التساؤلات، فيما أشارت معلومات خاصة باحتمال انتقاله إلى إحدى دول البلقان.
ففي حين لم يعلن المذيع الإخواني وجهته القادمة، وهل سيبقى في تركيا أم لا، كشفت مصادر "للعربية.نت" أن إدارة القناة رفضت استمرار برنامجه "مع معتز" بنفس سياسته القديمة التي تنتقد السلطات المصرية، التزاما بتعليمات أنقرة تخفيف حدة الخطاب الإعلامي ضد مصر.
كما كشفت معلومات جديدة عن وجود خلافات بدأت تعصف بالقناة، ما قد يتسبب في إغلاقها ورحيل جميع العاملين فيها إلى دول أخرى.
فقد أوضحت المصادر لـ"العربية.نت" أن أيمن نور مالك فضائية "الشرق"، عقد اجتماعا مع مطر قبل أسبوعين، عرض عليه مجددا عودة برنامجه مع الالتزام بالتعليمات التركية بتخفيف حدة النقد للقاهرة، لكنه رفض ذلك، زاعما أن برنامجه قائم على انتقاد السلطات المصرية.
من البلقان
وخلال الأيام القليلة الماضية ورغم محاولات بعض المقربين من الطرفين تقريب وجهات النظر، فإن المذيع حسم أمره، بعدما عرض عليه أحد القياديين في الإخوان تمويل برنامجه وبثه على شاشة فضائية أخرى، تبث من خارج تركيا وتحديدا بريطانيا أو الانتظار لحين إطلاق فضائية جديدة من إحدى دول البلقان التي لا ترتبط مع مصر باتفاقيات لتبادل المطلوبين.
تزامن ذلك العرض وفق ما تؤكده مصادر "العربية.نت" مع سفر القيادي الإخواني "ح .ز" المقيم في تركيا إلى دولتي كوسوفو والبوسنة، اللتين يمتلك فيهما علاقات كبيرة ووطيدة بحكم عمله السابق في مجال الإغاثة، للترتيب لنقل عناصر وقيادات الإخوان المقيمين في تركيا إليها.
كما تزامن مع إعلان أيمن نور التعاقد مع الحقوقي أحمد سميح مدير مركز الأندلس والهارب لتركيا أيضا، من أجل تقديم برنامج رئيسي بدلا من معتز مطر.
إلى ذلك، كشفت المصادر أن مطر أبلغ نور عزمه الرحيل من الفضائية برفقة فريق إعداد برنامجه.
في حين برأ مالك الشرق ساحته، معلنا أن رحيل مطر كان قرارا خاصا، بسبب رغبته في إنتاج برنامج لحسابه، فيما قال زملاء المذيع إن نور طرده بعدما أصر على التمسك بسياسة برنامجه القائمة على انتقاد السلطات المصرية ومخالفة التعليمات التركية، ما قد يضع الفضائية والعاملين فيها تحت مقصلة الإغلاق والترحيل.
يشار إلى أن السلطات التركية كانت طلبت تقييد فضائيات الإخوان التي تبث من إسطنبول ومنع انتقادها مصر، على خلفية التودد للقاهرة، ومحاولة التقرب منها.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحات سابقة، أن هناك فرص تعاون كبيرة بين بلاده ومصر في شرق البحر المتوسط وليبيا، كما أوضح أن الاتصالات مع الجانب المصري مستمرة وتتوسع.
وفي 5 و6 مايو الماضي، توجه وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، إلى القاهرة في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات "استكشافية" مع مسؤولين مصريين بقيادة نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا لبحث التقارب وتطبيع العلاقات بين الطرفين.