فمنذ العام 1948، يتعامل الإخوان مع إسرائيل بلغة عدم التصادم أو التصعيد، بحسب ما كشفت تحريات أجهزة الأمن المصرية في ذلك الوقت، وذكره اللواء حسن طلعت رئيس جهاز المباحث العامة "أمن الدولة فيما بعد " في كتابه " في خدمة الأمن السياسي".
فقد أكد أن "الإخوان" لم ترسل عناصرها إلى فلسطين كما ادعت في حينه، بل كانت تتبنى فكرة الإشراف على معسكرات تدريب المتطوعين لتنأى بعناصرها عن المشاركة في الحرب.
كما كشف أن الجماعة جمعت الأسلحة بزعم إعداد المقاتلين وتدريبهم للمشاركة في قتال الإسرائيليين، إلا أن الوقائع أثبتت لاحقا أن تلك الأسلحة وضعت كلها لاحقا في المخازن.
وأضاف أنه تم ضبط العديد من تلك الأسلحة بحوزة عناصر التنظيم بعد أن استخدموها في عمليات إرهابية داخل مصر، ومنها ما أثبتته قضية السيارة الجيب في 1948 التي عثر بداخلها على متفجرات وأوراق كشفت مخططات الإخوان.
كما ضبطت أجهزة الأمن كميات كبيرة من الأسلحة داخل منزل أحد أعضاء مكتب الإرشاد بالإسماعيلية ويدعى الشيخ محمد فرغلي.
رسالة البنا
إلى ذلك، كشفت مذكرات الإخواني علي عشماوي (التاريخ السري لجماعة الإخوان) اعتراف قادة من الإخوان بأن المرشد حسن البنا أبلغ العناصر الذين سافروا إلى الأراضي الفلسطينية، عبر فرغلي عضو مكتب الإرشاد في حينه، بعدم القتال بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية "المجاهدين" وطلب منهم البقاء في معسكرهم، حتى عادوا من الأراضي الفلسطينية دون إطلاق رصاصة واحدة.
وفي نفس السياق، أشار الباحث السياسي أحمد البكري في كتابه "حلف الشيطان الإخوان وتحالفاتهم" إلى الدور المشبوه الذي لعبه البنا مؤسس الجماعة في استغلال القضية الفلسطينية، وجمع التبرعات والأسلحة وتوجيهها لخزائن التنظيم.
لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين
كما أكد في مقابلة مع العربية.نت أن جماعة الإخوان لم تقدم أي تضحيات لصالح القضية الفلسطينية بل كانت حجر عثرة في طريق الحلول التي طرحت للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، مشددا على أن لقاءات عدة جمعت قيادات إخوانية بمسؤولين إسرائيليين وبوساطة قيادات حماس ومسؤولين أتراك.
وأضاف أن جماعة الإخوان استفادت من القضية الفلسطينية من خلال تنظيم مؤتمرات بزعم دعم القضية، وجمع التبرعات لصالح التنظيم، مشيرا إلى أن الوقائع التي كشفتها أجهزة الأمن المصرية منذ العام 1948 وحتى الآن تؤكد أن جميع الأعمال الكبرى التي يتفاخر بها قادة الجماعة لم تكن حقيقية بل بطولات وهمية، تهدف إلى كسب الشعبية.