"اتكلم عربي".. مبادرة مصرية أطلقتها وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج لتعريف أولاد المصريين بالخارج بالقيم والثقافة المصرية وتعريفهم بتاريخهم وحضارتهم العريقة، ومواجهة حرب طمس الهوية التي تواجهها مصر والمنطقة العربية.
وفي حديث لـ"العربية.نت"، أوضحت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" هي مبادرة وطنية لتعريف أولادنا بالقيم والثقافة المصرية، بجانب تعريف الشباب بتاريخهم وحضارتهم العريقة وإنجازات الدولة المصرية في المرحلة الراهنة، "كما أن أولادنا بالخارج والداخل يواجهون حرباً لطمس الهوية ويتعرضون لثقافات مختلفة، ونحن نؤكد من خلال هذه المبادرة أننا لسنا ضد تعلم اللغات الأخرى والانفتاح على الثقافات المختلفة، ولكن لابد من عدم إغفال لغة وطنهم".
وتابعت وزيرة الهجرة لـ"العربية.نت" أنه عقب إعداد المحاور المختلفة للعمل، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكليف الوزارة بتوسيع الأهداف والسعي لقيام المبادرة بدور إقليمي لمواجهة حروب طمس الهوية وجمع أبناء الأقليات بالخارج وربطهم بجذورهم.
وتم العمل على كافة المحاور لتقديم خدمة مميزة للمصريين بالخارج والحفاظ على الهوية المصرية لديهم، لذلك نحن نعمل من خلال اللقاءات المباشرة، "إلا أن جائحة كورونا وتعليق حركة الطيران كانت عائقا أمامنا لعقد لقاءات مباشرة مع أبنائنا، ولكننا استغللنا كافة وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تم عقد أكثر من 15 ملتقى عبر الفيديوكونفرانس، وكذلك تم التواصل مع أبنائنا بالخارج عن طريق التطبيقات".
وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن الوزارة قامت خلال الأيام القليلة الماضية بإطلاق التطبيق الإلكتروني للمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، الذي قامت بإنتاجه بالكامل شركة "نهضة مصر للنشر"، وتشمل محتوى تعليميًا شيقًا لتعليم الأطفال اللغة العربية إلى جانب تقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا، حيث يقدم مواقف حياتية مختلفة عبر القصص والأغاني تهدف لخلق معايشة متكاملة تقدم عاداتنا وتقاليدنا في إطار جذاب.
وأضافت: "تم إطلاق المرحلة الأولى من التطبيق التي تستهدف الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات، من خلال تقديم محتوى يتناسب مع هذه الفئة العمرية وتعليمهم مهارات اللغة الأربع من استماع وتحدث وقراءة وكتابة، بالإضافة إلى تعليمهم حروف اللغة العربية كافة وتقديم مئات الكلمات العربية الشائعة ومساعدتهم في تكوين جمل مختلفة، كل ذلك من خلال قصص وأغان وفيديوهات وأنشطة تفاعلية".
وأوضحت أن التطبيق يأخذ المستخدم في رحلة داخل محافظات ومناطق مصر المشهورة بدءا بالنوبة ومروراً بسيناء والقاهرة والجيزة والدلتا والإسكندرية، ويقدم للأطفال أهم معالم تلك المناطق من دير سانت كاثرين إلى الأهرامات والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المناطق الهامة، ومن المخطط أن يشمل التطبيق المراحل العمرية المختلفة ليستهدف الأعمار من سن 6 إلى 9 سنوات كمرحلة ثانية، ومن سن 9 الى 12 سنة كمرحلة ثالثة.
هذا بالإضافة إلى تصوير 13 حلقة بمشاركة عدد من النجوم، سواء في الفن أو الرياضة أو الإعلام، وبمشاركة أبنائنا بالخارج للحديث عن المبادرة والأهداف الخاصة بها، والحديث عن العادات والتقاليد المصرية، وإعداد حلقات تعليمية بالرسوم المتحركة، وتدشين حملات ترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب المسؤولة المصرية، فإن الهدف من المبادرة هو مواجهة حرب طمس الهوية التي تواجهها مصر والمنطقة العربية أيضًا، بالإضافة إلى تعريف أولادنا بالقيم والثقافة المصرية، بجانب تعريف الشباب بتاريخهم وحضارتهم العريقة، وكذلك تعريفهم بإنجازات الدولة المصرية في المرحلة الراهنة، إلى جانب التعريف بالمناسبات المصرية والتعريف بسمات الشخصية المصرية والعربية بوجه عام.
وأضافت وزيرة الهجرة أن مبادرة "اتكلم عربي" هي نتاج لتضافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص، "حيث نعمل في إطار المبادرة مع دار نهضة مصر والتي قامت بإعداد تطبيق "اتكلم عربي" للهواتف المحمولة والمحتوى الخاص به، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة التربية والتعليم للتنسيق والتعاون المشترك لما نحتاجه في مختلف المراحل العمرية".
وأضافت: "كما أن تفاعل المغتربين مع المبادرة ممتاز، والدليل وصول التفاعل لأكثر من 200 مليون على منصات التواصل المختلفة للأنشطة والتدريبات الخاصة بالمبادرة".
وتابعت وزيرة الهجرة أن من أهم الصعوبات هي الوصول إلى أبناء المصريين بالخارج المنتشرين حول العالم، "وهو ما يستلزم خطة تسويق جيدة بدأنا فيها بالفعل في وزارة الهجرة عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، إضافة إلى لقاءات مباشرة مع الأسر ومع الأطفال أنفسهم".
كما سيتم تقييم حجم التفاعل على التطبيق والتعليقات كل 3 شهور للعمل على تطويره والاستجابة لأي ملاحظات فنية أو لغوية.
"كما نواجه تحدي ربط الأطفال الصغار بتراثهم العربي وجذورهم الوطنية في ظل تطور تكنولوجي فائق، وهو ما نعمل عليه بالاستعانة بقيم الأسرة والفخر بحضارة متميزة وتقاليد ثقافية متفردة".
ومن جهته، أعلن البرلمان العربي عن دعمه للمبادرة، وذلك خلال اجتماع تشاوري بين وزيرة الهجرة المصرية مع رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي.
وفي ختام اللقاء تم الاتفاق بين الجانبين على التواصل والتنسيق من أجل إقامة مؤتمر ثقافي عربي موسع، تحت مظلة مصرية، يتناول موضوع اللغة العربية ودورها في الحفاظ على الهوية والقيم العربية، وإبراز حقائق الشخصية العربية بما فيها الصورة الصحيحة للمرأة العربية أمام العالم وتبنيها كمبادرة إقليمية كبرى، على أن يتضمن المؤتمر فعاليات وأنشطة وبرامج تلائم أفكار وتطلعات الأجيال الناشئة في الوطن العربي.