في وقت فشل فيه ملتقى الحوار السياسي الليبي بالتوصل إلى توافق بشأن القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات المقبلة في البلاد، شدد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مجدداً على تمسكه بالموعد المقرر.
وفي لقائه المبعوث الأممي يان كوبيش، السبت، بحث الطرفان مستجدات العملية السياسية في ليبيا، وأكد صالح على تمسكه بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر القادم.
كما أوضح المكتب الإعلامي لمجلس النواب أن الرئيس جدد دعمه المفوضية العليا للانتخابات للوفاء بالاستحقاق الانتخابي، مشيراً إلى جدية المجلس في دعمه العملية الانتخابية، ولافتاً إلى ضرورة أن يكون انتخاب الرئيس القادم للبلاد بشكل مباشر من الشعب.
خلافات واتهامات وتشكيك
فيما جاء هذا اللقاء بعد يومين من النقاشات التي غلبت عليها الخلافات والاتهامات والتشكيك، وارتفعت معها احتمالات تأجيل هذا الاستحقاق الانتخابي أو إلغائه، وهو ما يهدّد بتقويض عملية الانتقال السياسي التي تتولى الأمم المتحدّة تسييرها، والتي استضافت تونس في السابق جولات عدة من الحوار حولها، حيث لم يفلح ملتقى الحوار السياسي الذي اختتم اجتماعه مساء الخميس، في تجاوز نقاط الخلاف بين أعضائه حول الآليات القانونية لإجراء هذه الانتخابات، أبرزها طريقة انتخاب الرئيس سواء عبر البرلمان أو عن طريق الاقتراع المباشر من الشعب وكذلك صلاحياته، إلى جانب تباين في المواقف حول تنظيم الاستفتاء على الدستور قبل موعد الانتخابات أو إجرائها وفق قاعدة دستورية مؤقتة.
وكانت شروط الترشح إلى الانتخابات من النقاط الخلافية كذلك، في حين طالب البعض بمنع مزدوجي الجنسية والمتزوجين من غير الليبيين من الترشح، في حين رفض آخرون هذا الإقصاء.
فرصة أخرى
إلا أن الأطراف الليبية لا تزال أمام فرصة أخرى لتجاوز خلافاتها القانونية، حيث أكدّ كوبيتش أنه سيقوم بإيصال القاعدة الدستورية ومناقشات أعضاء الملتقى إلى البرلمان والمجلس الأعلى للدولة لمطالبتهم بتوضيحات دون تأخير، مشيرا إلى أنه يعتزم الدعوة إلى اجتماع مباشر لملتقى الحوار السياسي في غضون أسابيع وسيقوم بتنسيق موعده مع الأعضاء في الأيام القادمة.
يذكر أن ليبيا تحاول جاهدة التعافي من تداعيات الصراع المسلّح الذي شهدته منذ عام 2011 وأوقع البلاد في انقسام سياسي وفوضى أمنية، عبر تنفيذ خارطة الطريق الأممية التي تنتهي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 من ديسمبر المقبل، غير أن الإجراءات التحضيرية لهذه الخطّة لم تكن في مستوى الآمال.