في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل على خلفية تصعيد طهران الخطير في برنامجها النووي، حذرت مجلة "ماندنيز" المجرية المقربة من الحزب الحاكم في البلاد، من احتمال نشوب حرب نووية في الشرق الأوسط بينهما، خاصة مع الاستهداف المتزايد للمنشآت النووية في البلدين.
بحسب "ماندينر"، فقد وسعت إيران خلال السنوات الأخيرة مجال نفوذها في منطقة من الشرق الأوسط ضمن مشروع "الهلال الشيعي"، بالاعتماد على وكلائها، مستخدمة الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الأميركية من العراق وسوريا تحت حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
واستندت المجلة إلى تحليل بعنوان "الهلال الشيعي وأزمة الشرق الأوسط" للمنظر الإيراني - الأميركي الدكتور رضا برتشي زاده، حول السياسة التوسعية للنظام الايراني في الشرق الأوسط واستخدامه سوريا باعتبارها ساحة معركة مع إسرائيل.
وذكر في هذا الصدد أن النظام الإيراني استغل الحرب السورية ليقترب من حدود إسرائيل حيث قام خلال عقد من الحرب باستهداف إسرائيل عدة مرات عبر مرتفعات الجولان.
وطوال هذا الوقت، اعتبرت إسرائيل الوجود العسكري الإيراني في سوريا تهديدًا وجوديا لها، حيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان نظام الأسد في ربيع عام 2018 بأن الإيرانيين لا يخدمون مصالح سوريا بل يتسببون بالمتاعب والدمار ".
وذكر المقال أن النظام الإيراني ينتهج منذ عقود سياسة زعزعة استقرار الشرق الأوسط ، ودعم حزب الله في لبنان، والجهاد الإسلامي في غزة، والمتمردين الحوثيين في اليمن لمناكفته خصومها الرئيسيين، إسرائيل والدول العربية.
اندلاع حرب نووية
من جهة أخري، كتبت ماندنيز أنه نظرًا للهجمات المتزايدة للجانبين على المنشآت النووية للطرف الآخر، فقد تشهد المنطقة اندلاع حرب نووية.
وأضاف أن إسرائيل قصفت أهدافا عسكرية إيرانية أو للميليشيات الموالية لإيران في سوريا 200 مرة بين 2017 و2018، وكذلك 50 مرة خلال العام الماضي فقط.
ووفقا للتقرير، فقد استهدفت بعض الغارات دمشق وضواحيها مواقع فيلق القدس الإيراني وقوات النخبة في الحرس الثوري والمليشيات التابعة لها التي لها تواجد كبير في مجمع كبير من المنشآت تحت الأرض في الضواحي الجنوبية لدمشق.
ولا تنكر إيران وجودها العسكري في سوريا، حيث أكدت في عام 2018 رسميا خسارة 2100 جندي في سوريا خلال السنوات 7 سنوات من التدخل في سوريا.
مقتل قادة في الحرس الثوري
وإلى جانب الجنود، قُتل عدد من كبار الضباط الكبار في فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا. على سبيل المثال، تلقي الحكومة الإيرانية باللوم على إسرائيل في مقتل العميد حسن شاطري على طريق دمشق - بيروت في عام 2012.
كما شكك عدد من الخبراء في الآونة الأخيرة في مزاعم وفاة العميد محمد حجازي نائب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري بنوبة قلبية. ويعتقدون أن النظام الإيراني فبرك رواية وفاته بجلطة للتغطية على وفاته خلال مهمة له في سوريا أو لبنان.
وفي الآونة الأخيرة، أطلق صاروخ من سوريا على جنوب إسرائيل، وسقط بالقرب من موقع منشأة "ديمونا" النووية الشهيرة، مما تسبب في دوي ناقوس الخطر. وكان مث?را فشل "القبة الحديدية" الإسرائيلية في التصدي للصاروخ.
وكان الموقف الرسمي للجيش الإسرائيلي أن الصاروخ سقط في صحراء النقب ولم يلحق الضرر بالمنشآت النووية. ومع ذلك شنت إسرائيل غارات جوية انتقامية واسعة النطاق ضد أهداف عسكرية في جميع أنحاء سوريا.
وذكر تقرير "ماندنيز" إن الكثيرين يعتقدون أن النظام الإيراني وراء حادثة "ديمونا" لأن المسؤولين الإيرانيين تعهدوا بالانتقام لتخريب موقع " نطنز " النووي ويحملون إسرائيل المسؤولية.
وخلص المقال إلى أنه إذا توسع نمط الهجمات المتتالية من قبل البلدين على المنشآت النووية لبعضهما البعض وبلغ ذروته، فهناك احتمال أن تدخل إيران وإسرائيل في مواجهة مباشرة وتجران الشرق الأوسط إلى حرب نووية.