على الرغم من دفاع الخارجية الأميركية خلال الأيام الماضية عن مبعوث الرئيس جو بايدن للمناخ جون كيري على خلفية تسجيل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي شغل الدنيا خلال الأيام الماضية، إلا أن تطوراً جديداً طرأ في هذا الملف على ما يبدو.
فقد أكدت ترجمة حرفية لقسم من التسجيل المسرب أن ظريف لم يكن على علم بالضربات العسكرية الإسرائيلية السرية على سوريا، قبل أن يزوده بها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، بحسب ما أفاد موقع Free Beacon.
فبعد أن تناقلت وسائل إعلام أميركية خلال الأيام الماضية، في مقدمتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن ظريف قال في الشريط إن كيري أخبره أن إسرائيل شنت 200 غارة جوية ضد المصالح الإيرانية في سوريا، دون مزيد من التفاصيل.
أظهرت ترجمة مستقلة للشريط الصوتي أن وزير الخارجية الإيراني أوضح أنه لم يكن على علم مسبق بتلك الضربات الإسرائيلية قبل أن يخبره كيري. وقال: "أخبرني كيري أن إسرائيل شنت 200 غارة جوية ضد إيران في سوريا". فسأله المحاور "أنت لم تكن تعرف؟" ليجيب: "لا ، لا".
معلومات عامة
ولا شك أن هذا التفصيل المستجد يتعارض مع دفاع وزارة الخارجية الأخير عن كيري، والذي قالت فيه إن هذه المعلومات كانت عامة ومتاحة للجمهور.
يشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، كان قال خلال إفادة صحافية سابقة "إذا عدت إلى الوراء ونظرت إلى التقارير الصحافية في ذلك الوقت، فهذا بالتأكيد لم يكن سرا، والحكومات المشاركة كانت تتحدث عن ذلك علنا".
في حين، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن تلك الضربات الإسرائيلية "تم الحديث عنها في كافة وسائل الإعلام حينها، لذا فهذا (اتهام كيري) هراء مطلق".
كما اتهم الجمهوريين بالتلاعب واستثمار القضية سياسيا.
وكان كيري نفى يوم الاثنين الماضي، تلك المزاعم في تغريدة على حسابه على تويتر، قائلاً: "لم يحدث هذا قط - سواء عندما كنت وزيراً للخارجية أو منذ ذلك الحين".
ضغود على كيري
في حين، اعتبر السيناتور الجمهوري تيد كروز الذي يقود الجهود للضغط على كيري للاستقالة "إذا تم التحقق والنظر مليا في هذا الشريط، فسنرى أنه بمثابة إشارة كارثية وتهور من قبل كيري لوزير الخارجية الإيراني، بما يهدد سلامة الأميركيين وحلفائنا".
بينما دعا النائب جيم بانكس، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب إلى استقالة الوزير السابق، قائلاً "يجب أن يستقيل جون كيري على الفور، يجب أن يكون التحقيق بأثر رجعي".
بدورهم، كتب النواب لي زلدن وآندي بار، وآن واجنر وجميعهم أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إلى المفتش العام بوزارة الخارجية، مطالبين بإجراء تحقيق مع كيري.