عاشت إسرائيل منذ فجر اليوم الجمعة، ساعات ثقيلة ممتلئة بأخبار القتلى وانتشار الجثث وأصوات سيارات الإسعاف، فالكارثة الكبيرة كما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلّفت أكثر من 40 قتيلاً ومئات من أصحاب الجروح الخطيرة.
ولعل البلاد لا تعلم ما إذا كانت مأساة التدافع الضخم الذي حصل خلال احتفال ديني شمالها ستنتهي على هذه الأضرار.
فقد انشغل موقع التواصل الاجتماعي تويتر، خلال الساعات الماضية بمقاطع فيديو انتشرت بكثرة تظهر حجم الكارثة، فواحد أظهر عمليات إنعاش المصابين، وآخر أوضح جثثاً ملقاة على الأرض، وثالث أظهر تجمعات مرعبة حول سيارات الإسعاف في وقت أخطر ما قد نراه فيه تلك التجمعات التي تعد تربة خصبة لتفشي فيروس كورونا المستجد.
ووقعت الكارثة حسب طواقم الإسعاف، أثناء مشاركة عشرات آلاف اليهود في رحلة دينية سنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون (جبل الجرمق) الواقع على مقربة من مدينة صفد، حيث تقاطر ليل الخميس-الجمعة آلاف المتشددين إلى هذا المقام، في أضخم تجمع تشهده إسرائيل منذ بداية جائحة كوفيد-19.
السلطات سمحت لـ10 آلاف فقط!
وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية سمحت بتجمّع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، فإنّ منظّمي الحفل أفادوا بأن أكثر من 650 حافلة استؤجرت في جميع أنحاء الدولة لنقل المشاركين إلى المكان، أي ما لا يقل عن 30 ألف شخص، في حين أكّدت الصحافة المحليّة أن عدد الذين تقاطروا إلى المقام بلغ مئة ألف.
ووسط هذه الكارثة، آزرت ستّ مروحيات سيارات الإسعاف في نقل الجرحى إلى مستشفيات مدينتي نهاريا وصفد شمال البلاد.
الجدير ذكره أن السلطات الإسرائيلية كانت منعت في 2020 تنظيم تلك المناسبة بسبب تفشّي كورونا.