تختلط هذه الأيام المفاوضات النووية بالإنتخابات الرئاسية المقبلة كمحصلة للصراع على السلطة الذي لم يتوقف منذ تأسيس النظام الديني قبل أربعة عقود ونيف في إيران.
فيما يؤكد المرشد علي خامنئي مرة أخرى سلطاته المطلقة دائماً وأبدا من خلال إدارة الصراع لفائدة حكم ولاية الفقيه.
وفي نفس سياق الضغوط هذه الممارسة على ظريف، لدفعه كما يرجح مراقبون لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في يوينو، يتعرض ظريف إلى هجوم واسع من قبل المتشددين، فضلا عن وسائل الاعلام الرسمية في البلاد، والمعلوم أنها تدور في فلك المرشد أيضا.
لعل هذا ما اضطره أمس ليلوذ عبر "رسالته" بزعيم النظام الذي لا يمكن خوض المفاوضات دون الضوء الأخضر منه مؤكدا بانه لا يريد تحويل المحادثات في فيينا في حال نجاحها إلى ورقة لصالحه في الإنتخابات الرئاسية في يونيو المقبل بل يريد إنجاحها وإنه لن يترشح لها.
هجمات الاعلام
بدوره انتقد الرئيس حسن روحاني هيئة الإذاعة والتلفزيون لإعادة بثها مؤخرا فيلم وثائقي "نهاية اللعبة" حول الصفقة النووية، الذي سجل قبل عامين وينتقد الإتفاق.
يذكر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الذي يضم عشرات القنوات والمحطات الإذاعية يخضع للمرشد الأعلى للنظام الذي يعين مديره شخصيا ضمن صلاحياته الدستورية المطقة، وعادة ما يختار خامنئي عنصر متشدد من الاصوليين لإدارة هذه المؤسسة الإعلامية التي تعد الاكبر في البلاد.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، أصدرت في الأيام الأخيرة، بيانات وصفت التقارير الإذاعية الرسمية بالوهمية، وإتهمتها بالتعمد في عرقلة إحياء الإتفاق النووي.
المتشددون وفيينا والانتخابات
ومن خلال متابعة الإعلام المتشدد يستشف المراقب جليا أن أطياف واسعة من الأصوليين يعتقدون أن مفاوضات إحياء الإتفاق النووي في فيينا من قبل حكومة روحاني، والتي تحظى بتأييد المعتدلين والإصلاحيين، ستضرهم في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في يونيو المقبل.
كما يشعرون بأن طاولة فيينا في حال نجاحها قد تؤدي إلى زيادة الإقبال على التيار الآخر (المعتدل) في الإنتخابات، خاصة وأن المتشددين يسيطرون على البرلمان ويخططون للفوز بكرسي الرئاسي حتى تصبح السلطة التنفيذية متجانسة مع السلطة التشريعة، والتخلص بالتالي من التيار الإصلاحي إلى الأبد وإنتهاء الصراع على السلطة لفائدتهم.
استطلاعات الرأي
يذكر أنه بالرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال مقاطعة واسعة للانتخبات الرئاسية كما حصل للإنتخابات التشريعية الأخيرة حيث فاز النواب بأقل الأصوات إلا أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن شعبية ظريف مرتفعة مقارنة بغيره من المرشحين نسبيًا.
ففي استطلاع لمؤسسة (ISPA)، حصل ظريف على أكثر الأصوات المؤيدة بعد إبراهيم رئيسي وحسن خميني ومحمد باقر قاليباف في حال ترشحهم للرئاسة.
وبالرغم من ذلك فقد أظهر إستطلاع رأي آخر نظمته مؤسسة (ISPA) القريبة من السلطات فأن 39 بالمائة فقط من الإيرانيين سيشاركون في الانتخابات الرئاسية وأن 68 بالمائة قالوا إنهم غير مهتمين.
في المقابل تعتقد مصادر المعارضة أن المقاطعة ستكون قياسية مقارنة بالإنتخابات السابقة وسيفوز الرئيس الإيراني المقبل بأقل الأصوات منذ 1979.