وأظهرت الصورة توقف عبور المياه من أعلى الممر الأوسط من السد، واندفاعها من البوابتين العلويتين فقط، لتجفيف الممر الأوسط تمهيداً لصب الخرسانة وتعلية الممر إلى مستوى 595 متر فوق سطح البحر، وتجهيزه لتخزين إجمالي 18.5 مليار متر مكعب في يوليو القادم.
وقال الدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية المصري، في حديث مع "العربية.نت"، إن كمية الخرسانة المسلحة اللازمة لتعلية الممر يمكن صبها في حوالي شهر من الآن، حيث كانت أثيوبيا قد فتحت إحدى البوابتين في منتصف السد يوم 14 أبريل الجاري وفتحت البوابة الثانية أمس الإثنين للاستعداد للملء الثاني وبطريقة أحادية ودون اتفاق مع دولتي المصب.
وأضاف أن أثيوبيا استبقت التحركات المصرية والسودانية بإخطار مجلس الأمن وبدعوة رئيس الوزراء السوداني لعقد قمة لبحث الأمر، وسارعت بتجفيف الممر تمهيداً للملء ما ينذر بتصاعد الموقف فعلياً.
يأتي هذا بعد ساعات قليلة من إعلان مصر أنها ما زالت تهدف لإطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحها المشتركة.
وخلال جولته الإفريقية لشرح أبعاد الموقف المصري من تطورات مفاوضات سد النهضة، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري بأوهورو كينياتا رئيس كينيا، وذلك في مُستهل الجولة التي يقوم بها لعدد من الدول الإفريقية حاملاً رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي تتعلق بوضع المفاوضات حول سد النهضة والموقف المصري من الأزمة.
وقالت الخارجية المصرية إنها شاركت في مفاوضات الكونغو الأخيرة بإرادة سياسية صادقة بهدف إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحها المشتركة، معربةً عن تطلع مصر إلى العمل مع الدول والأطراف المعنية لإيجاد حل لهذه الأزمة والتوصل لاتفاق، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن مصر حريصة على إطلاع دول القارة الأفريقية على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث، وذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية.