بات معلوما أن الجولة الأولى من المفاوضات حول إعادة احياء الاتفاق النووي التي انتهت مساء أمس في فندق بفيينا بين الدول الغربية ( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى الصين وروسيا) وإيران، خلصت إلى ضرورة استكمال المشاورات بين مجموعتين من الخبراء.
وفي التفاصيل، تم تكليف مجموعتين من الخبراء بمهمة المزاوجة وبالتزامن بين قائمة العقوبات التي يتعين على الولايات المتحدة رفعها عن إيران، وقائمة الالتزامات التي يتعين على طهران العودة للعمل بها بموجب الاتفاق على أن تقدم المجموعتان تقريرا بذلك يوم الجمعة المقبل، وهو موعد اجتماع اللجنة المشتركة.
جولات مكوكية.. لمدة 10 أيام أو أكثر
وسيقوم مسؤولون بريطانيون وفرنسيون وألمان بجولات مكوكية بين الوفدين الأميركي والإيراني المقيمين في فندقين منفصلين في فيينا.
إلى ذلك، ذكر مسؤول من الاتحاد الأوروبي لوكالة رويترز أن المحادثات، التي قد تمتد لأسابيع، تستهدف الوصول إلى شكل ما من أشكال الاتفاق قبل انتخابات إيران الرئاسية في 18 يونيو حزيران، غير أن مسؤولين أميركيين وإيرانيين قالوا إنهم ليسوا في عجلة من أمرهم.
اجتماع آخر اليوم
في حين أفاد دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس بأن مجموعتين من الخبراء ستتوليان المهمة "لمدة 15 يوماً، أو شهر، لا نعرف بالضبط"، كما ستجتمع اللجنة المشتركة مجدداً بعد ظهر اليوم الأربعاء.
بدوره، أوضح إنريك مورا كبير منسقي الاتحاد الأوروبي في تغريدة على تويتر مساء أمس أن اجتماع اللجنة المشتركة كان بناء، وأن هناك وحدة وطموح لعملية دبلوماسية مشتركة مع مجموعتين من الخبراء حول الالتزام النووي ورفع العقوبات".
كما أضاف أنه كونه منسقاً، سيكثف الاتصالات المنفصلة في فيينا مع جميع الأطراف المعنية، ومن بينها الولايات المتحدة.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف شدد أمس على أنه من الصعب تحديد موعد لإعادة العمل بالاتفاق، الذي بدأ بالتداعي منذ الانسحاب الأميركي منه عام 2018. وأشار إلى أن هذه العودة لن تحصل بشكل فوري، وبين ليلة وضحاها.
"محادثات صعبة"
يذكر أنه بعيد انتهاء الجولة الأولى أمس، قال عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين للتلفزيون الرسمي الإيراني "كانت المحادثات في فيينا بناءة ... اجتماعنا التالي سيكون يوم الجمعة".
فيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لاحقا أن الولايات المتحدة تتوقع أن تكون المحادثات "صعبة"، ملمحاً إلى أنها قد تطول أيضا.
ولعل تصريحات رئيس الوفد الأميركي روب مالي للإذاعة الوطنية العامة أمس حول الاتفاق النووي، وتأكيده ألا رفع للعقوبات قبل خطوات تراجع إيرانية، لخير دليل على عدم سهولة تلك المحادثات.
في حين رد عراقجي على تصريحات مالي، مكررا موقف بلاده بأنه لا بد لواشنطن من رفع العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة، قبل أن تعود طهران للتقيد بالتزاماتها النووية.